الصين، روسيا، والهند... ثلاثة من اللاعبين «القدامى - الجدد» في «منطقة الشرق الأوسط»، هذه المنطقة التي تجمع بصورة أساسية ثلاثة عوالم هي: «العالم العربي» و«العالم التركي» و «العالم الإيراني»، وعودة هؤلاء اللاعبين تمهد لبروز بيئة «متعددة - الأقطاب»... هذه كانت رسالة إحدى جلسات العمل في منتدى «الجزيرة» الرابع المنعقد بين 14 و16 مارس 2009. أحد المتحدثين الأتراك أشار إلى أن النظام العالمي مازال يتمسك بجذوره الأوروبية التي تكونت في القرن التاسع عشر، والقوى الصاعدة الجديدة مازالت تحاول إيجاد موقع قدم لها لإعادة صوغ نظام عالمي جديد يعتمد التعددية في الأقطاب. ولكن ما هو واضح الآن هو أن «القوة الصلبة» التي كانت تعتمد على العصا والجزرة قارب عصرها على الانتهاء، إذ إن هناك دوراً مؤثراً ل «القوى الناعمة» و «القوى الذكية» على مسرح الأحداث. أحد مستشاري الرئيس السوداني أشار إلى أن حكومة السودان بدأت العام 1993 التنقيب عن النفط... وحينها قال أحد الخبراء إن السودان لن يتمكن من استخراج قطرة واحدة من النفط إلا من خلال إشراك الأميركان، غير أن السودان استطاع استخراج النفط من خلال الاستعانة بالشركات الصينية، وهذا يفسر جانباً من الصراع الحالي في المنطقة. متحدث من الصين أشار إلى أن صورة العالم تتغير حالياً لأن مركز القوة الاقتصادي أصبح مشاركة بين الغرب والشرق، بحيث هناك الآن حاجة ماسة إلى التعددية المعتمدة على بعضها بعضاً. وقال إن الصين لديها فائض مالي كبير، ولم تكن لدى الصين إمكانات لاستثمار ذلك المال، ولذلك فإن المال الصيني اتجه إلى الغرب (أميركا تحديداً)، هذا في الوقت الذي أدمنت أميركا على الاستهلاك، وبالتالي كان هذا مناسباً للصين التي كانت بحاجة إلى خلق 20 مليون وظيفة سنوياً، وحجم الاستهلاك الأميركي ساهم في تحريك عجلة الإنتاج الصيني وتوظيف الأيدي العاملة في الصين. ولكن هذه معادلة غير قابلة للاستمرار لأنها غير صحيحة، وبالتالي فإن نهاية الأنموذج الحالي أمر متوقع... وهذا ستكون له تبعاته ولاسيما أن الصين تواجه تحديات الطاقة والبيئة ورعاية احتياجات شعب كبير العدد، بدأ يهرم، ويحتاج إلى تأمينات وله متطلبات مماثلة لما هي الحال في بلدان أخرى. متحدث روسي أشار إلى أن روسيا تستعيد مكانتها كدولة صناعية ونفطية كبرى، ولديها مشروعها القومي الباحث عن مصالح مشتركة مع دول الشرق الأوسط بما يناسب الطموحات والمستجدات على أرض الواقع... وعليه فإن روسيا تدعم تعددية الأقطاب على المسرح الدولي. أما الهند، فلديها ستة ملايين نسمة يعيشون في أهم منطقة تزود العالم بالنفط والغاز، وهي منطقة الخليج، وعلاقات الهند مع المنطقة تمتد اجتماعياً وثقافياً وتاريخياً... ومن الطبيعي أن تتمدد إلى الجانب السياسي في السنوات المقبلة. الوسط البحرينية