* هناك تقليد انجليزي قديم يأخذ به بعض الكبار ومعظم الشباب - من أمثالنا- مع بداية العام الهجري الجديد.وقد عاصرت تجربة شاب انجليزي اسمه فيليب قرر أن يبدأ عامه الجديد بقرار شجاع هو الاقلاع تماماً عن التدخين، وان يضع هذا القرار موضع التنفيذ بعد منتصف ليلة 30 من شهر ذي الحجة وان يحتفل بإلقاء ما معه من أدوات التدخين في نار المدفأة الانجليزية الشهيرة وسط أصدقائه الذين يحتفل معهم بمولد العام الجديد. * وقد فكرت في أن نحذو هذا العام حذو شباب الانجليز وان نقلع مع بداية العام الجديد عن عادة سيئة انتشرت بين الصغار والكبار على حد سواء، وهي عادة اسوأ كثيراً من عادة التدخين، وأعني بها الكذب. * وأظن وليس كل الظن إثماً- ان بيننا من أدمن هذه العادة حتى انه لم يعد يفرق بين حاجته وعدم حاجته للكذب. وليس من الضروري أن اسوق أمثلة لذلك لأن كل من سيراجع نفسه سيكتشف انه يمارس عادة الكذب عدة مرات كل يوم، وانه أيضاً واحد من الآلاف الذين يقعون ضحية لكذب الآخرين. * والعجيب ان الكذاب يعاني من كذبه أكثر مما يعاني ضحاياه، لكنه لا يكف عن هذه العادة ويعتبرها شكلا من اشكال "الفهلوة" ويظن أنه يتفوق بكذبه على الآخرين وانه يخدعهم دون أن يتنبه إلى انه هو المخدوع. * ولسنا بحاجة إلى أن نسرد عيوب وسلبيات الكذب فضلا عن تعارضه مع تعاليم الأديان السماوية، ويكفينا فقط أن نقترح الأخذ بالتقليد الانجليزي وان نجعل تحسينات عامنا الجديد هي الكف عن عادة الكذب والالتزام بقول الحقيقة كل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة. * وقد يكون في ذلك بداية تغيير إلى الأفضل. * وينقلنا الحديث عن نجوم الدراما التليفزيونية والسينمائية الجدد إلى الحديث عن سلبيات مرفوضة تزدحم بها المسلسلات ولا تعكس حقيقة واقع الاسرة واذا كانت الدراما التليفزيونية تحرض على الواقعية وتصوير نماذج حقيقية من مجتمعنا العربي، فالأولى بها أن تمنع ظهور هذه المشاهد الخيالية في أعمالها. * وقد آن لنا أن نمنع ظهور المدخنين في المشاهد الدرامية وتقديم أبطال المسلسلات وهم يهرعون إلى السيجارة كلما أثارهم أمر أو نال منهم كرب أو شيء يكرهونه. * أما تعاطي الشيشة فهو أكثر سوءاً وأخطر أثراً.