استقبلت الامة الاسلامية الذكرى العطرة لمولد النبي الكريم، هذه المناسبة التي تعتبر صفحة ناصعة من صفحات التاريخ العربي الاسلامي المجيد، والتي نستذكر منها الدروس والعبر الكبيرة، ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين، نور الهدى محمد صلى الله عليه وسلم، نستذكر فيها اروع التضحيات في سبيل نشر رسالة الاسلام الى العالم، والدلالات الكثيرة التي تملأ نفوس المسلمين بالبهجة والسرور والاطمئنان ونطوي بها صفحة من كتاب الظلم والاستبداد واليأس والطغيان ونفتح صفحة من كتاب الحرية والعز والحياة السعيدة. هذا المولد الذي اضاء للناس دوربهم وبدد الحكم بالحقيقة والواقع، وقضى به على جميع اشكال التطرف والتعصب، والعادات السلبية التي جاء القرآن الكريم مخالفا لها ومؤكدا على اجتثاثها من جذورها، إذ اطاحت بالجهل والتخلف والتسلط، وفتحت الباب على مصراعيه للوصول الى الحرية والاستقلال ولدخول النور الذي استبشر به الناس واستدلوا به على طريق الهداية والرشاد، منذ مولد الهدى ومرورها بمراحل، الدعوة الاسلامية، ثم الهجرة النبوية الشريفة كبداية لتأسيس امبراطورية المسلمين العظيمة الشامخة ذات السياج المنيع والحصين هذا الدين والرسالة السمحة التي تحدث العالم بزوالها. وجدير بنا ونحن نعيش ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ان نتمعن ونتأمل ونتابع في خشوع السيرة النبوية له وما عاناه في سبيل نشر رسالة وتعاليم الاسلام، وان نحارب اعداء الاسلام والمسلمين والعمل المشين باعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم بمقاطعة منتجات الدول التي تدل على الاستهانة بالعرب ومكانتهم. ووجب علينا جميعا كبشر اولا وكمسلمين ثانيا ان نقتدي بهذا النبي العظيم وذلك عن طريق العمل بكل ما قاله وفعل وان نطبق السنة النبوية الشريفة بكل حذافيرها فهو اول من دعا الى مكافحة الجهل والتخلف والامية وحفظ حقوق الانسان، ولقد تدفقت على يديه ينابيع الخير والعدل المحكم والراسخ لضمان كافة حقوق البشر سواء كانوا ذكورا ام اناثا. وهو من حث على الامانة والطهارة والاخلاق الحميدة ومكافحة الرذائل وتصفية النفوس والقلوب فهو النبي والمصطفى والحسيب والامين الصادق والمعلم والشجاع والحكيم والعبقري والفيلسوف والقائد. انه اعظم خلق الله، انه خير من بعث على وجه هذه البسيطة، والحديث عنه حديث ذو شجون، حديث يبهج القلوب ويثلج الصدور حيث يصفي الاذهان فيه كل معاني الانسانية، انه صاحب الشخصية العظيمة والمثل الاعلى لجميع بني البشر، وقد اصطفاه الله سبحانه وتعالى ليكون بشيراً ونذيراً لهذه الأمة، انه صاحب الخلق العظيم يعيش في ضمائرنا في عقولنا، في قلوبنا، وهو القدوة والاسوة والامام والمعلم والمرشد والاستاذ، اوصاف تليق بأعظم الخلق. وأخيرا أدعو الله عز وجل ان تكون ذكرى مولد رسول الله في هذا العام ذكرى خير على الامتين العربية والاسلامية والعالم أجمع، واننا ونحن نرفع الايدي ندعو الله عز وجل بأن يحفظ قيادتنا السعودية الحكيمة ويطيل عمر قائد الوطن ويبقيه تاجاً على رؤوسنا ونوراً لأعيننا، وقائداً لدربنا والذي بفضله ننعم بجو من الأمن والاستقرار، وحيث إننا في بلدنا الطيب المملكة العربية السعودية وبقيادته ذات الرؤية الثاقبة نسير على خطى الهدي النبوي الشريف والسيرة النبوية العطرة. وكل عام والأمة الأسلامية بخير وسلامة. مدير عام وزارة التخطيط/ متقاعد فاكس 6658393