في مدخل "حي الشونة"(بالمدينة المنورة ) الواقع للقادم من الجهة الغربية تاركاً مبنى الخالدية "الشرطة" والبريد والبلدية (خلفه) على شماله في مدخل "الشونة" تلك ولا نعرف من أين أتت هذه "التسمية" يواجهك ذلك "الفرن" الذي يقدم لك الخبز بكل انواعه الحب والمغربي، والتنوري ذو الرائحة المخلوطة ببعض البهارات فتشق أنفك فتدلف الى داخل – الفرن – لتقابلك امرأة في منتصف العمر ممشوقة القوام حادة البصر صارمة في قولها جادة في عملها تقف بكل شموخ في وسط تلك "الحفرة" المقابلة للهب النار التي تمد لسانها اللاهب من فتحة ذلك "الفرن" فتقذق بأقراص "الخبز" المرصوص على ذلك "اللوح" التي يطلق عليها الفرانون "المِطْرَحة" ممسكة "بعصاها" الطويلة، كانت تلك المرأة والتي عرف فرنها باسمها "فرن وحيدة" واحدة من أولئك الاوائل اللاتي كن يعملن بشرف دون ان تجد من يعترض على عملها، أو يرى فيه خروجاً على التقاليد أو السايد من المتعارف عليه، واذا كانت "وحيدة" في "فرنها" فهي ليست وحيدة في عملها فهناك سيدة أخرى لا تقل جرأة وإصراراً على ممارسة عملها وتحت قيادتها موظفون من الرجال تديرهم بكل حذاقة وقوة هي الدليلة السيدة "طوابة" دليلة الحجاج حيث كان مكتبها خلف المحكمة الشرعية في باب السلام، إن نماذج عمل المرأة شاهد على أن المرأة قادرة على العمل ومحافظة على كرامتها دون أي ملاحظة عليها من أحد؟ اذا ما أعطيت الفرصة الكاملة دون الخشية الكامنة في النفوس وبغير داعٍ في معظم الأوقات. دعوها تعمل.. فهي القادرة على العمل والإنتاج.