بدأ العلاج بالإبر الصينية في الصين عن طريق الخبرة لآلاف السنين، ثم اعترفت الدول الغربية بها منذ مائة عام، وبدأت تنتشر في الدول العربية في الآونة الأخيرة، وأصبحت له جمعيات ومراكز معروفة للتدريب بعدما أثبت فاعليته، وأجريت عليه الكثير من الدراسات والبحوث حتى أصبح يدرس في الجامعات، وتعتبر النمسا من الدول الرائدة في مجال العلاج بالإبر الصينية. وهو يعتمد على إدخال الإبر في نقاط محددة في جسم الإنسان لتحفيز إفرازات معينة، مما يساعد في علاج المريض وشفائه من دون استعمال أي دواء أو مادة من خارج الجسم. وتزداد نسبة الأشخاص الذين يطلبون هذا العلاج، خصوصا بعد تدريس الطب الصيني في عدد كبير من الجامعات الأوروبية والأمريكية، وإدخاله في الضمان الصحي وشركات التأمين في الدول المذكورة، وأيضا النتائج الباهرة والشفاء السريع للكثير من الأمراض التي يعاني منها العديد، والذين يتلقون هذا العلاج، وكان لهذه النتائج أثر كبير في الإقبال على مثل هذا العلاج. ويعالج الوخز بالإبر الأوجاع المزمنة كأمراض العمود الفقري من الديسك، التكلس، وآلام المفاصل والرأس ومرض الشقيقة، والأمراض النفسية والعصبية والأرق، وأمراض الربو والحساسية، والالتهابات المزمنة كالتهابات الجيوب الأنفية والالتهابات الصدرية الحادة، وأمراض الجهاز الهضمي من قرحة المعدة والاثني عشر إلى مرض توتر الأمعاء وكسل الكبد والبنكرياس والإسهال والإمساك المزمن. وأحيانا يُعالج أيضا حالات الاكتئاب والتوتر عن طريق تحسين إفراز مادة endorfin وencefatin، وهو ما يسمى بهرمون السعادة والفرح. وهذا ثبت علميا. كما أنّه يحسّن من إفراز مادة السيروتونين، ويزيل التوتر وحالات التشنج وما يسمى في الطب الصيني بتعديل الطاقة أو التوازن في الجسم؛ ما يؤدي إلى الشعور بالحيوية والنشاط ومقاومة الأمراض والضغوط النفسية والجسدية. ولكن هناك حالات لا يمكن فيها استخدام العلاج بالإبر الصينية، وهي الإصابة بخلل الغدد مثل السكري وقصور الدرقية كذلك الفشل الكلوي وهبوط القلب والأمراض المعدية والطفيلية والأمراض التي تحتاج لتدخل جراحي والأمراض النفسية الشديدة كالهوس والفصام. تعتمد مدة العلاج بالإبر الصينية على المريض والمدة الزمنية لمرضه والعلاجات، التي تلقاها سابقا، ويتراوح عدد الجلسات بشكل عام بين 4 و5، وأحيانا يتعدى عشرين جلسة في حالة الأمراض المزمنة والمستعصية. وحول الآثار الجانبية للإبر الصينية، فإنها قديما تحدّث بعض الآثار الجانبية نتيجة عدم تعقيم الإبر بعد استخدامها، ولكن الآن تستخدم الإبر لمرة واحدة فقط لعدم نقل العدوى من مريض لآخر، وليس لها أي مضاعفات سلبية إذا جرى العلاج على يد اختصاصي يجيد تشخيص المرض بدقة، ويحدد النقاط، وكيفية عمل الجسم في حالة الصحة وحالة المرض، وهذا العلاج يُعد الأمثل؛ لأنه يقدم نتائج جيدة وسريعة من دون اللجوء إلى الدواء ومضاعفاته الكثيرة.