الحكومة قدمت ما لديها وأمطرت صناعتنا الوطنية ب 25 غيمة ماطرة تحمل الخيرو الزرع لأهل الوطن وخاصة معشر الصناعيين الذين طالما طالبوا بالمزيد من أجل صناعة قادرة ومقتدرة وتملك مقومات العطاء والاستمرارية في ظل ظروف سابقة وآنية أفقدتها الكثير من هذه القدرة على مواجهة الأزمات.. فالحكومة أمطرت بسخاء.. وعلى الزرع أن ينبت ويعطي ثماره لأن استجابة الحكومة تجاه الصناعة كانت في الوقت المناسب ولو تأخرت في زمانها ومضمونها.. ولو جاءت هذه الاستجابة منذ سنوات لاختلف الأمر، باعتبار أن مطالب الصناعة قد سجلتها اجتماعات سابقة للحكومة «تعاقبت عليها حكومات» وضجت بها الدواوين والمكاتب وأماكن الحفظ.. إلى أن جاء الفرج وأعطت الحكومة للصناعيين حقهم ومستحقهم «باعترافهم» وخاصة فيما يتعلق بالاجراءات والقوانين وتبسيطها لتمكين المنتج المحلي من المنافسة بقوة وسط زحمة الجودة ورخص الأسعار للكثير من السلع. ولكن حتى تمطر الغيوم أي 25 قراراً وينبت الزرع لا بد أن تتوفر أسبابه.. وهي عند الصناعيين «عام وخاص» فالأرض الجرداء لا ينبت فيها زرع مهما أمطرتها الغيوم..! ونحن نقول الأرض لديكم.. وحتى تنبت لا بد من العمل بشفافية والتجاوب مع الحكومة وعدم التهرب من الالتزامات المالية والاجتماعية.. لأن ما مرّ على النفس خلال المراحل الماضية شوّش تفكيرها وأبعدها عن التزامها الانساني من خلال البحث عن أساليب الهروب والتهرب من الالتزامات المالية والضريبية والاجتماعية تجاه الوطن والمواطن وخاصة بعض معشر التجار والصناعيين وبعض موظفي الحكومة.. فالتهرب الضريبي يساوي أضعاف الوارد وبالتالي إصلاح النفس هي الأرض التي ينبت فيها الزرع، وهي قبل أي إصلاح أو إجراء، والباقي عند أهل الصناعة والتجارة؟! عن تشرين السورية