من منا لم تُوغر صدره الجراح الأليمة على أهل غزة .. ومن منا لم تهزه المجازر التي ارتكبت بحقهم .. ومن منا لم يجث على ركبتيه ويسجد ويبتهل إلى الله الأيام والليالي الطوال يسأله تعالى بالشيوخ الركع والأطفال الرضع والأبرياء والنساء أن يَرُد كيد وبأس القتلة الظالمين ويجعل كيدهم في نحورهم حتى صرنا نَحُسّ أن قلوبنا قد انخلعت و تفتتت بهذا الجُرم الذي ارتكب في حق أهل غزة .. .بل وفي حق الإنسانية حيث صارت ديارهم ومساكنهم ومساجدهم أثراً بعد عين .. خراباً ورماداً دُفن تحت أنقاضها الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة وصار كثير منهم أشلاء ممزقة تحت قصف المعتدين.. وانهالت قلوب وأفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالدعاء لله والتضرع إليه والتبرع بالمال والدم لأهل غزة كل بحسب استطاعته فهو جهد المقل الذي لا حول له ولا قوة .. ثم جاءت القمة والقلوب منفطرة تخشى أن تسمع فُرقةً وشتاتاً يزيد جراحها وحسرتها وحزنها على أهل غزة وعلى العلاقات العربية العربية .. فإذا بالفارس البطل والملك الشجاع ينهض وينبري لها ويقود القمة ويأخذ بزمامها إلى النجاح المنقطع النظير ويُغيّر توقعات الانشقاق العربي فتنداح الغُمة وتنكشف .. وينجلي عن القلوب التحسر ويَدُب الفرح والسرور فيها بعد الصور المؤلمة للشهداء والأطفال والأشلاء التي لم تغب عن هذه الأمة الذين أقاموا مآتم وتعازي في قلوبهم على ما فقدوا من أطفال وأسر كثيرة .. جزاك الله تعالى يا خادم الحرمين الشريفين على جمعك كلمة الصف العربي ومناشدتك للأشقاء بالله وباسم شهداء غزة على أن يسموا على خلافاتهم ، فحقيقة (إن مع المحن منحاً ) وهنيئاً لك بالأجر الجزيل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة فقال أبو الدرداء : قلنا بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين ) .. فكيف بالذي يصلح ذات بين أمة وقادتها كما فعلت وبذلت رعاك الله .. فأبشر يا خادم الحرمين الشريفين بفضل الله الجزيل فقد قال أنس رضي الله عنه (من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة) .. وقال الأوزاعي : ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة لإصلاح ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار .. وهذه بعض من مكارمك الكثيرة حفظك الله ورعاك فالحديث عنها يطول ويطول . على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم لك الحمدُ في الدُرِ الذي لي لَفْظُهُ فإنك مُعطيه وإني ناظم والشكر كذلك موصول لإخوانك الرؤساء الذين استجابوا لدعوتك وتناسوا خلافاتهم ... وشاركوا بالمال السخي لإعمار غزة ولكل الشعوب الصادقة المؤمنة التي جادت بأموالها .. وللنساء اللائي جُدن بحليهن ..( فكل كريم طروب) .. يطرب لسماع السخاء والجود وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم جزاك الله على ما قمت به وقدمت فقد( وَفيت وكفيت) وحفظك لنا وللمسلمين ذخراً وفخراً إنه سميع مجيب . [email protected]