كشفت الحرب الأخيرة على الشعب الفلسطيني في غزة الأقنعة الزائفة التي كان يتخفى خلفها العدو الصهيوني أمام العالم وادعاءه بأنه القوة العسكرية الأكثر انسانية في العالم ماهو إلا ادعاء باطل تدحضه الجرائم والمجازر التي كان يقترفها منذ قيامه ومجزرة ديرياسين في فلسطينالمحتلة والمذابح الجماعية في صبرة وشاتيلا وقانا وأخيرا في غزة على مرأى كل العالم تؤكد بأن هذا الكيان هو كيان دموي سادي، ولكن العدو الصهيوني تناسى اليوم أننا في عصر العولمة والفضاءات المفتوحة وأن العالم عبارة عن قرية كونية صغيرة فلم يستطع إخفاء جرائمه كما أنه لم يستطع إيهام العالم بأنه الشعب المغلوب على امره والمعتدى عليه لأن الرأي العام العالمي لم تنطل عليه هذه الأكذوبة الصهيونية فهو يرى ويسمع حجم المأساة التي تعرض لها شعب غزة من قتل وهدم ودمار برا وبحرا وجوا وبكافة أنواع الأسلحة والذخائر المحرمة دوليا كالفسفور الأبيض والقنابل الارتجاجية والفراغية والهوائية والتي جربت للمرة الأولى على أجساد أطفال غزة ونسائها وشيوخها حتى الهيئات التابعة للأمم المتحدة من مدارس وملاجئ ومخازن للأغذية والمستشفيات لم تسلم من بطش هذا العدو الغادر. وفي الوقت الذي كان فيه الأمين العام للأمم المتحدة الذي يرأس أكبر منظمة عالمية شاهد إثبات على هذه الجرائم اثناء زيارته للقدس المحتلة وهذه قمة الغطرسة والتمادي في العدوان لقد استيقظ الضمير العالمي واهتزت مشاعره وهو يرى حجم المأساة التي تعرض لها أبناء غزة فتحركت المنظمات العالمية الحقوقية والقانونية والتي صنفت هذه الأعمال العدوانية على أنها جرائم حرب كما وثقها الكثيرون من الوفود العالمية السياسية والطبية والصحفية صوتا وصورة كشاهدي عيان وهاهي المنظمات الحقوقية والقانونية العربية والعالمية تثابر من اجل تقديم هؤلاء المجرمين الصهاينة إلى المحاكم الجنائية ومحاكم مجرمي الحرب أمثال أولمرت وباراك وليفني وبدأ العدو الصهيوني يشعر بحجم الخطر الذي يلاحقه قانونيا وجنائيا فسارع بإخفاء كل المعلومات عن قادته السياسيين والعسكريين تحسبا للملاحقات التي سوف تطالهم طال الزمان أم قصر إننا نتطلع لليوم الذي يقدم فيه هؤلاء المجرمون إلى المحاكمة وليس ببعيد أن نرى تلك الرؤوس التي اينعت وحان قطافها رؤية العين على مقاصل العدالة جراء ما اقترفت أيديهم من مجازر ومذابح وجرائم بحق الشعب الفلسطيني عندها فقط سيهتف المظلومون والمغلوبون على أمرهم والمسحوقون بأعلى أصواتهم من عمق حناجرهم مرددين (يحيا العدل) وليس ذلك على الله بعزيز! وقفة تابعت بشغف وغبطة الاعتصام الذي قام به مئات الغاضبين في لندن أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية احتجاجاً على انحيازها للكيان الصهيوني والتعتيم الذي تمارسه اجهزتها الإعلامية على ما ارتكب العدو المغتصب من جرائم في تلك الحرب وهذا مؤشر حقيقي على أن الرأي العام العالمي بدأ يعي كذب إدعآت الصهاينة بأنهم الشعب المظلوم وهذه من إيجابيات معركة غزه تضاف إلى انتصارت شعبها العسكرية . [email protected]