تمضي الأمور من سيئ إلي أسوأ في حلبة الاقتصاد العالمي ليتأكد يوما بعد الآخر أن عام2009 سوف يكون الأسوأ اقتصاديا منذ أزمة الكساد الكبير الذي شهدته دول العالم خلال الفترة ما بين1929 1933 والجديد في هذا الإطار هو بدءا تسجيل معدلات اداء سيئة في البلدان الاقتصادية الكبرى بخلاف الولاياتالمتحدة، حيث كان البعض يتمنى منذ عدة شهور قليلة فقط أن تقوم هذه البلدان مثل الصين وكوريا الجنوبية والهند والبرازيل بالمساعدة على منع الاقتصاد العالمي من الانهيار. لكن من الواضح أن هذه الامنيات ذهبت ادراج الرياح مع الوقائع الجديدة التي تظهر يوما بعد الآخر من مختلف أرجاء العالم. إذ أعلنت الصين ثالث أكبر اقتصاد عالمي أن معدل النمو الاقتصادي انخفض إلى 6,8% في الربع الأخير من عام2008 مقارنة بالربع السابق من العام نفسه الذي سجل نسبة نمو بلغت 9% وهو ما يعد أقل معدل نمو وأعلى تباطؤ يشهده الاقتصاد الصيني منذ عام2001 هذا على الرغم من أن لسلطات الصينية أعلنت توفير خطة تمويل تقدر بنحو 586 مليار دولار لتحفيز الاقتصاد وخفض تأثره بالأزمة الاقتصادية العالمية. علاوة على أن السلطات النقدية الصينية كانت قد خفضت سعر الفائدة خمس مرات منذ شهر سبتمبر الماضي. وأعلن البنك المركزي لكوريا الجنوبية رابع أكبر اقتصاد في آسيا أن اجمالي الناتج المحلي هبط بنسبة قدرها 5,6% في الربع الأخير من عام2008 عما كان عليه في الربع السابق، وهو ما يزيد على مثلي ما توقعه خبراء اقتصاديون، وهو أسوأ انكماش اقتصادي تشهده البلاد منذ الأزمة التي ضربت بعض الدول الآسيوية في صيف عام1997. بينما سجلت اليابان ثاني أكبر اقتصاد بعد الولاياتالمتحدة تراجعا لصادراتها في شهر ديسمبر الماضي بنسبة 35% عما كانت عليه في ديسمبر2007 وهو مستوى غير مسبوق من الانخفاض. وقد أدي ذلك إلى تسجيل اليابان عجزا تجاريا يبلغ نحو 3,6 مليار دولار في الشهر الماضي, وهو ثالث شهر على التوالي يسجل عجزا، وهبط بفعل ذلك فائض الميزان التجاري لليابان بنسبة80% خلال العام الماضي، وهو ما يعد أكبر هبوط منذ عام1981 حينما بدأت اليابان في تسجيل فوائض تجارية بصورة منتظمة. وإذا كان هذا هو الحال في آسيا فإن الوضع لايختلف كثيرا في أوروبا. عن الاهرام