إن الجزاء الخلقي يلعب دورًا كبيرًا في حياتنا النفسية حيث يجعلنا نشعر بعد أي عمل أو فعل نقوم به.. أننا أصبحنا خيرا مما كنا فيه.. وهذا بطبيعة الحال يولد في الذات البشرية مشاعر من الرضا والسرور.. وقد يحدث العكس إن ظلت وخزات الندم وتأنيب الضمير مستمرة عند الذين حاولوا تدمير ذوات غيرهم ولم يفلحوا..أو أرادوا تعطيل مسيرة سواهم فلم يظفروا. ومن الأهمية بمكان أن يسترجع الإنسان ماضيه ويعمل كشف حساب بأعمال الخير.. والأعمال المنافية للقيم..ثم يستزيد من أعمال الخير..ويقلع عن أعمال الشر.. ومن هذا يمكننا أن نستفيد من ملاحقة الماضي لنا.. وعلينا ألا نجعله مجرد شبح يقلق طريق الخير أمامنا. وإذا أردنا أن نسير في طريق النور..والقيم.. علينا أن ننقي أنفسنا من أدرانها.. ومن الشوائب التي ترسبت في أعماق بعضنا.. وفي هذا الوقت يمكن أن نجعل قلوبنا مصابيح تنير لغيرنا.. فنحن ينبغي أن نعطي بمقدار ما نأخذ أو ينبغي أن نعطي أكثر مما نأخذ.. ومن هنا يصبح الألم المتولد من أفعالنا السابقة أداة تطهير وتنقية لنفوسنا. إن أكثر ما يصيب المرء من غرور.. أو تكبر ذاتي يعمل على فقدان الشخص لكل أحاسيسه الأخلاقية.. عندما يصبح غير قابل للتألم.. أو الاقلاع عما يقوم به من عمل أو فعل.. ومن المعروف في علم النفس.. أن الناس يتفاوتون في درجة تقبلهم للذنب حسب نوعيته من إثم لآخر.. ولعمري ليس هناك شر لا يقوى الضمير على التحكم فيه بشرط أن يكون الضمير نفسه واعياً ومستيقظاً .. فيحول بذلك الألم الناشئ عن تأنيب الضمير إلى مصدر للحب .. وللخير!! ص.ب 52986 جدة 21573