يقدر خبراء الاعلان انفاق وزارة الصحة على اعلاناتها لموسم حج العام الجاري "حرب الوجاهة" بين ثلاثة وخمسة ملايين ريال استأثرت بها بعض الصحف دون اخرى، لوجود اعلانات تحريرية، بالتعاون مع منتجات لورباك الدنماركية والاتصالات السعودية ، واكاد اجزم ان حجم العائد على الاعلان يكاد يكون اقل من عشرة في المئة لأسباب منطقية ، لعل في مقدمها انشغال المستهدفين بالعبادة ، وظهورها باللغة العربية ، وربما يضاف اليها غياب الاستراتيجية العامة لصحة الحج ، الا ان ارادت الوزارة ان تقول لصاحب القرار نحن نبذل المال قبل الجهد، او بالبلدي "شوفوني" وفي اعتقادي ذلك مما عف عنه الزمان، لأن الامور مرتبطة بنوعية الانجاز دائما، وكان المرجو الانفاق على خطط وصول الرسالة الى المستفيدين منها او للتعامل مع اشكاليات الحج الصحية خصوصا ونحن مقبلون على مواسم ترتفع فيها درجات الحرارة بمعدلات ملموسة عاما بعد آخر ، او دعم العيادات النفسية في الحج وتطوير الدراسات الخاصة بها، ولكنها العادة خطط آنية وشخصية ، والمستقبل يتحملة ذووه فيما بعد، لايمكن انكار جهود الوزارة ، وغفلتها ايضا، وحتما هناك الأفضل ، واشيد مثلا بمشروع الأدلة الاجرائية للعمل في العيادات الخارجية والطوارىء في مستشفيات المشاعر ، وتلك مطلوبة من قبل الهيئة العالمية للاعتراف بالمستشفيات ، متسائلا فقط اين موقعنا في الاشادة الدولية "عمليا" بخدمات الحج الصحية ونحن نبذل فيها ولها الكثير؟ لم يرد اسم طبيب وطني واحد حتى الآن ضمن المواقع الدولية، وكثير منهم يستحق معاييراختيار العاملين في الحج من الكوادر الطبية والهيئات المساندة والتابعة لها. واذكر ان معالي وزير الصحة السابق الدكتور اسامة شبكشي سن وجوب اشتراك الاطباء السعوديين في الحج كاحد البرامج المؤهلة للترقي ، بقناعة جميلة حينذاك ، ولكنها تعسرت بعد رحيله ، لأسباب ربما تكون منطقية عند من جاء بعده ، ولكن هل يعقل ان تطرح صفحات كاملة بصور المسئولين في الوزارة للحديث عن الخدمات الصحية في الحج؟ والامراض المزمنة؟ وحمى الضنك تعربد بيننا ، ونقص "الهيبرسيتن" في مركز الاورام بجدة منذ اشهر! والله اعلم بالخفايا . ربما على وزارة الصحة الاهتمام بالخدمات النوعية مستقبلا ، تقديم مقارنة بين خدماتها للاعوام الماضية وما تعتزم اضافته وتطلعاتها للأعوام المقبلة ، المشاركة مع الجامعات في توسيع برنامج تقديم الرعاية الصحية الراجلة التي شارك فيها طلبة كلية الطب في جامعة ام القرى الموسم قبل الماضي ، استخدام اللوحات الاعلانية والشاشات الالكترونية في مناطق المشاعر للاشارة الى الامكانات الصحية الموجودة في المحيط بدلا من الصحف والمطبوعات الورقية، خصوصا ونحن نعلم ان 35 في المئة من الحجاج اميون، وكثير منهم من كبار السن اضافة الى غير الناطقين باللغة العربية بينهم، نريد انصافا للمسئولية من بعض اهلها. عندما طالبت بوجود هيئة عليا للحج كنت استند الى مجموعة متغيرات وتطلعات للجهات التي تعمل في الحج ، وافتقادنا الى الاستراتيجية العامة لخدمات الحج ، استنادا الى حقيقة الامكانات التي نملكها ، وما يبذل ويقدم من حكومة خادم الحرمين الشريفين لتسهيل اداء الحجاج مناسكهم ، والحرص على امنهم وسلامتهم .. (يتبع) [email protected]