الانظار في شارع عام مليء بالمحلات التجارية وقوفاً على احد رصيفيه يشبه معركة مفروضة على شخص لا يجيد فنون القتال وهذا ما حصل لشخص عندما كنت في انتظار صديق اعطاني موعداً للقاء في ذلك الشارع وعلى ذلك الرصيف وبجانب ذلك المحل التجاري ذي العلامات التجارية المميزة. الشارع يكاد يختنق من تلاحم المركبات والتي افرزت كل ما في جعبة محركاتها من غازات ذات الرائحة الكريهة الكربونية مضافاً اليها تلك الاصوات المتنافرة الصادرة من ابواب تلك المركبات والتي يصر سائقوها على استعمالها دون اي اعتبار لمراعاة شعور الآخرين. الشارع بين الرصيفين نهر متدفق من الحديد المتحرك والويل لمن تراوده نفسه العبور من رصيف الى آخر عبر هذا الشارع لان ثقافة احترام المشاة معدومة مضافاً اليها فقدان نظام العبور والمعمول به في جميع انحاء المعمورة. هذا ما يحدث في بطن الشارع العام ولكن ما هي المشاهد على الرصيف الذي اقف على ارضيته ذات البلاطات المتنافرة والمتناثرة والتي يتعثر بها المبصر قبل الكفيف سامحك الله ياصديقي واختيارك موعد اللقاء هذا انني اشعر وانا اقف على هذا الرصيف وكأنني في غُبة بحر لُجِّى تتخبط يداي فيه بحثاً عن سترة نجاة تنقذني من الغرق او التشبث بقشة حتى ولو كانت من ألياف النيون. هذا الرصيف الطويل العريض هو واحد من ارصفة مماثلة في جميع مدننا والتي نفتخر بتطورها ومضاهاتها بمدن العالم المتحضر لا يوجد عليه وعلى مسافات متباعدة مقاعد ولو لم تكن على اشكال جمالية فقط مقاعد يستطيع المجهد وكبير السن والعاجز الجلوس عليها عندما يتملكه التعب بعد عملية تسوق او لانتظار سائق او لاخذ قسط من الراحة هذه المقاعد موجودة في كثير من مدن العالم المتحضر وعلى ارصفتها. إن كثيراً من الشوارع العامة في كثير من المدن المكتظة بالاسواق تقتطع بلدياتها اماكن مخصصة لقضاء الحاجة مراعاة لظروف الناس ولكن اهل الشأن عندنا لم يراعوا ظروف الناس ومنهم ا لمريض و و و.... غيره فمتى يعي من يخطط وينظم حاجات الناس في تخطيطه وتنظيمه. الوقوف على الرصيف في شارع تجاري او السير فيه اصبح نموذجاً للمشقة فأنت لا تدري اين يكون اتجاهك لكثرة التزاحم بين تلك الكتل البشرية الرائحة والغادية ويصعب عليك اللجوء الى آخر الرصيف من جهة المحلات والتجارية لوجود تلك الاكوام من العلب والصناديق الورقية الفارغة والتي يرمي بها اصحاب المحلات التجارية بعد افراغها زد عليها بعض مخلفات القمائم وللإحاطة فإنك لا ترى في كثير من المدن المتحضرة من يرمي بمخلفات المحلات على الرصيف لان العقوبة فورية والنظام يحترم. اتمنى ان ارى رصيفا نموذجياً في شارع من شوارع مدننا والتي يتباهى بعض من وكل اليهم تنظيم تلك الشوارع بحضارة مدننا.