تابعت كما تابع العالم بأجمعه الانتخابات الأمريكية، فإخفاقات الإدارة الأمريكية الحالية العالمية جعلت الجميع يتمنى أن يشهد تغييراً جذرياً في توجه الإدارة الجديدة، أدهشني هذا الحماس من الجميع لأوباما، حتى ولدي ذي الأحدعشر عاماً كان يتابع ويشجع أوباما وكأنه يشجع فريق كرة قدم، مع العلم أن ابني لا يشجع أي فريق كرة قدم.. الأمر إذا يتعدى شعور العالم بالحاجة للتغيير، أعتقد أن سيطرة الاعلام الأمريكي على عقول الناس كان المتحكم الأكبر في متابعتهم للانتخابات بنفس الطريقة التي يتابعون بها كأس العالم.. ولأن الناس تحب المبهر والجديد، تحب الشكل الجميل والروح الحلوة، شجعت أوباما، وتمنت من قلوبها أن يفوز في هذه المباراة، فالمقابل لم يكن مشجعا بالمرة، ماكين العجوز ونائبته التي وصفتها البرامج الكوميدية بمختلف الصفات التي تنتمي إلى الجهل والحمق لم تكن بديلا مغريا كي يتم تشجيعه مقابل أوباما على الرغم من كل ذلك فقد كان فوزه معجزة القرن الواحد والعشرين، كنت ترى في وجوه كل الناس حماسا مفرطا له، وتمنيات عميقة من القلب بأن يفوز، وفي ذات الوقت كنت ترى في عيونهم حسرة مسبقة لأنه لن يفوز، هكذا اعتقد الجميع، وهكذا صرح البعض بثقة، لكن الأمريكيين خالفوا توقعات العالم، الأمريكيون المتعبون من حماقات بوش الخارجية، والصعوبات الاقتصادية، البيوت التي فقدوها والأموال التي خسروها، أولادهم الذين يموتون في العراق وتهديد جديد بأولاد سيموتون في إيران، كل ذلك أنساهم لون أوباما وغطى على اسمه الثاني حسين.. أوباما، بالكاريزما الطاغية التي يملكها وكلمة التغيير التي كانت عنوان حملته، عرف كيف يلعب على الوتر الحساس.. وهكذا نكتشف أن أمريكا ليست عنصرية للدرجة التي كنا نتخيلها، وأن الناس تعرف مصلحتها، ربما نحن لا نعرف أمريكا كما يجب، وربما لو قدم الأسود نفسه كما قدم اوباما نفسه يصل ويتصدر العالم.. بالنسبة لي لا أرى العنصرية في أمريكا كما يشاع أو كما تنقله القنوات الأمريكية، كونداليسا رايس كانت سوداء، كولن باول كان أسود، وخارج الادارة الأمريكية أوبرا وينفري سوداء وهي مؤسسة كاملة وليست مجرد مقدمة برامج عادية.. أعتقد أن على السود أن يعيدوا النظر في كيفية رؤيتهم للعالم الآن، فقد غير العالم نظرتهم لهم. [email protected]