دائماً ما يشكل نمط تصويت الطبقة الوسطى في الولاياتالمتحدةالأمريكية عنصراً رئيسياً، ضمن العناصر التي تساهم في اختيار الرئيس الأمريكي وترجيح كفة مرشح على آخر، لكن الأزمة المالية التي تعصف بالولاياتالمتحدة حالياً، قد تجعل من هذه الطبقة عاملاًًًً حاسماً في وصول المرشح الديمقراطي باراك أوباما أو منافسه الجمهوري جون ماكين إلى مقعد الرئاسة . فالمتابع للمناظرات التي جرت بين كل من أوباما وماكين يلحظ تركيز كل منهما على تلك الطبقة والوسائل الواجب اتخاذها لحمايتها، في محاولة منهما لاجتذاب أصواتها، بوصفها الطبقة الأكثر تضرراً مما يحدث من اختلالات اقتصادية نتيجة الأزمة المالية التي تعصف بالولاياتالمتحدة، وبالتالي فهي غالباً من سيحدد هوية الرئيس القادم، في ظل ما تعانيه من ارتفاع لأسعار السلع الأساسية والطاقة وخدمات التعليم والرعاية الصحية . . . إلخ . وقد أعد مركز " بيو " لدراسة الاتجاهات الديموغرافية والاجتماعية، بالاشتراك مع معهد جالوب دراسة عن الطبقة الوسطى في المجتمع الأمريكي، تحت عنوان " داخل الطبقة الوسطى . . الأوقات السيئة تضرب الحياة الجميلة " . وتهدف الدراسة إلى وضع تعريف لهذه الطبقة، والتعرف على توجهاتها السياسية وتطلعاتها إلى المستقبل، فضلا عما تعانيه من مشكلات اقتصادية، معتمدة في ذلك على عدة مصادر أهمها استطلاعات الرأي العام الأمريكي إلى جانب بيانات تم الحصول عليها من مركز التعداد الأمريكي . الفقراء يؤيدون الديمقراطيين وتميل غالبية أفراد الطبقة الوسطى إلى تأييد الحزب الديمقراطي، بدلاً من الانتماء للحزب الجمهوري أو البقاء كمستقلين، وطبقاً للدراسة فإن ٪ 47 من الطبقة الوسطى يميلون للحزب الديمقراطي، مقابل ٪ 35 يؤيدون الحزب الجمهوري، و18 ٪ لا يميلون لأي من الحزبين . ومن المرجح أن يكون هذا التوجه قد ازداد نتيجة للوضع الاقتصادي السيئ والسياسات المالية الفاشلة التي اتبعتها الإدارة الجمهورية الحالية، والتي تسببت في التدهور الاقتصادي الكبير الذي لحق بالطبقة الوسطى . ويعتبر كل من الإناث " ٪ 51 يؤيدن الحزب الديمقراطي مقابل ٪ 33 يؤيدن الجمهوري " ، والسود " ٪ 70 للديمقراطي و20 ٪ للجمهوري " ، بالإضافة إلى الأقليات وشباب الجامعات، من أكثر الفئات دعماً للحزب الديمقراطي داخل الطبقة الوسطى . ويمكن القول إن الميل التقليدي لدى الطبقة الوسطى للتصويت للحزب الديمقراطي من ناحية، والاهتمام الذي يوليه المرشح الديمقراطي باراك أوباما بهذه الطبقة، في مقابل التحيز الواضح لجون ماكين للطبقات العليا ورجال الأعمال، من ناحية ثانية، قد يدفع بفئات الطبقة الوسطى إلى ترشيح كفة أوباما على منافسه الجمهوري جون ماكين . ويعزز من هذا الافتراض أن الكثير من الأمريكيين يتهمون إدارة بوش الجمهورية، ونتيجة للسياسات الاقتصادية التي اتبعتها، بالمسئولية المباشرة عن الأزمة الاقتصادية التي يمرون بها، ما قد ينعكس سلبا على فرص ماكين في الفوز بالانتخابات الرئاسية