خلف الكمبيوتر، أو أمام شاشة التلفزيون، عند محلات الأحذية، على كراسي الكوستا كوفي، في بيت أمي، أو داخل السيارة أذرع الطريق بين البيت والعمل، تمر السنين . . كأنني في هودج، أصعد وأهبط مع حركة الإبل، أو في مركب على البحر، أسمع هدير الموج داخل قمرتي أشعر أحيانا أن هذا الضجيج الكثيف يمر بجانبي ولا يلمسني . . لا يدخل إلى أعماقي، أستمتع فقط بمشاهدته عن بعد، أنظر إليه وأبتسم، أنا وحيدة في الزحام . . تضحكني الألعاب التي يمارسها الناس والتمثيليات التي يقومون بها ويصدقونها ويقومون بتمثيليات جديدة تابعة للتمثيليات القديمة، صاحب الكرسي المنتفخ، والمرأة المسترجلة، والمرأة الضعيفة، والرجل الأسد، والمتسلق الخائف من أمامه ومن خلفه، حامي الفضيلة، وحامي الحرية، وكل الحماة من كل الأنواع . . في لحظة أتابع نفسي وأنا أمثل، استمع إلي وأنا أناقش بحماس قضية ما، أنتبه لحماسي وكلماتي، أقطع كلامي، أعتذر عن أدائي المشوه، وأصمت . أنا لست في مقابل الناس، لست أنا أو الناس، أنا فقط أنا، أمضي مع الناس ، بين الناس ، وسط الناس، لكني أنا، أريد أن أظل أنا، يقرأني أحد ما الآن ويبتسم لأنه يفهمني، ويقرأني أحد آخر ويغضب، يمثل ويصرخ بصوت مسرحي، ياللنرجسية، ياللتفاهة، يالضياع الأدب والأدباء . يهبط النوم في آخر الليل، يسرقني من متابعة حلم قبل النوم، يصمت صخب الساعات التي تمر مدوية، أهمس للساعات، لا تسرقيني من خيالاتي، من رائحة العطر الذي أحب، من قراءة حوارات الكتاب، من قبلة ولدي في الصباح، من متابعة المسلسل الكوميدي، من شعر درويش، من روايات حنان الشيخ، من المشي في شوارع المدن البعيدة، من طعم القهوة بدون سكر، من تسكعي أمام واجهة المحلات، من وقوفي أمام المرآة بالفستان الجديد . ترفق بي أيها الوقت، لا تأخذني من رفقة الطيبين، لصالح التمثيليات الرديئة في الحياة . hanahijazi@ yahoo . com