٭ ٭ في طفولتنا لم نقو على الهوى وتباريحه ولم ندر كنهه ولم تطف بخيالنا مقومات الفكر الملحق المتناسق . . نحبو نحو مربع الصبا بين هزل عابس وجد فيه صرامة الحزم . . كل ذلك داخل سياج من الفضيلة في مناهلها المتألقة . نقضي سحابة يومنا بين المدرسة والمسجد لنشنف آذاننا بالأحاديث وتلاوة القرآن ونسجد لله قانتين . ومن ثم إلى المنزل دون تأخير أو تقاعس . . آيات نهلنا منها، ما يشفي صدورنا من السقم في عالم روحاني يبدي لنا أعذب المنى ويخرجنا من بؤس عابس جهم الوجه ! رضعنا لبنه أن نطالب بحقنا بعد أداء ما علينا، وأن نبدأبتعليم أنفسنا قبل أن نعلم غيرنا وتأديب سلوكنا وألسنتنا . والويل . . ثم الويل إذا تقاعس أحد عن أداء تلك الواجبات تسلقه ألسن حداد، وأعين ذات سطوة، وعصا تنهال عليه من أيد من كل صوب وحدب . تلك أيام خلت . . كنا كالسوار حول المعصم في النعماء والشظف نرضى بالبأساء ولو أدت إلى التلف ! أليس لأجدادنا وآبائنا الآلاء البدائع والفكر، نهلنا من سلسبيل ينبوعهم ما يحلو لمغترف لن أضرب لكم أمثالا ولو فعلت لأثارت ضمائر جبلت من صخر ومن الصخر ما يتفجر ماء . ص . ب 52986 جدة 21573