يتغنى بك الشعراء فتتحول في أعينهم إلى حبيبة تتباهى بحسنها ودلالها . أما أنا ، فطالما تمنيتك رجلاً، أباً أو أخاً أو زوجاً . . صديقاً وحامياً، طالما وودت لو أرمى همومي على صدرك، تمسح دمعي وتحميني . . سنداً . . تضمني حين يعسر الحال ويدلهم الظلام . . تخيلتك فارساً على أدهم ينقذني من الظلم والهوان . . شاعراً يملأ كوني أغنيات، آمالاً وأمنيات أردتك عاشقاً ينثر في دربي الورد . . كريماً تبذل من أجلي الغالي والنفيس . . شهماً تخلصني من عاديات الزمان . يا وطني . . رجلي القوي الجريء الذي لا يخشى من الآخر، لا يخاف من التحدث بثقة مع من يختلف معه في عقيدة أو فكر، يعرف أنه يملك ما يحصنه أمام الآخرين ويعرف أنه لا يحتاج إلى الاختباء وراء المظهر وشتم الآخرين كي يثبت قوته . يا وطني . . اليمشي واثقاً راسخاً يعرف من أين وإلى أين؟، يعرف ماذا يريد وكيف يصل إلى ما يريد، يعرف أن الزمن يمضي وأن الإنسان قادر بعلمه وعمله ان يرقى إلى أعلى المراتب، يسعى لذلك بتخطيط وتصميم، ويحسب حساب كل خطوة . يا وطني . . الجميل . . مظهراً ومخبراً، كل ما فيك جميل وكل ما سيكون فيك جميل . يا وطني . . الحنون، القادر على معرفة ما أريد، تربت على كتفي في أوقاتي العصيبة وتبعد عني الحاجة عند الحاجة . يا وطني . . الناجح المتألق يلمع نجمك في سماء الأوطان، يلتفت إليك العالم، يمجدونك ويغبطونك ويتقربون إليك . يا وطني . . الرقيق الحساس، الذي لا يتعب مني ولا يتجاهلني ولا يرميني للأقدار تلعب لعبتها معي تشيلني وتحطني كما تشاء دون أن ألقاك جنبي . يا وطني النزيه، يا وطني الصادق، يا وطني العالي والغالي . يا كل الصفات الجميلة، الصفات المستحيلة هكذا أردتك هكذا أريدك مد يدك واشملني بعطفك وانظر لي فأنا منك وبك . .تصنعني وأصنعك، لا غنى لنا عن بعضنا يا وطني لا تتركني في الدنيا وحيدة hanahijazi@ yahoo. com