دروسٌ كثيرةٌ . . وعِبرٌ أكثر يستقرئها المرء من اليوم الوطني في مسيرة بلادي . واخص في اليوم الوطني مسيرة المرأة، فقد بدأ التعليم الرسمي للمرأة في عام 1960 وحققت المرأة انجازات عديدة واحتلت مناصب خارجية في أرجاء العالم، لكن هناك طموحات نؤمن بها، ونؤمن أننا قادرين على تحقيقها . هناك وقفة صادقة ونداء أوجهه لوالدي خادم الحرمين الشرفيين حول طموحاتنا نحن النساء في هذا اليوم الغالي على قلوبنا . طموحاتنا يا والدي أن تشارك المرأة في صنع القرار في بلادي، نحلم أن يسمع صوت المرأة ورأيها وتصورها في شئونها، واتخاذ القرارات في القضايا المتعلقة بها وبأسرتها وإنشاء مجلس أعلى للبحث في قضاياها ومشاكلها، وأن تكون فاعلة ومنتجة ومسئولة وقيادية، و وضع الثقة في إمكانيات المرأة وفتح المجال أمامها ومنحها الصلاحيات في اتخاذ القرارات الخاصة في المسائل التي تختص ببنات جنسها نظراً لما تمثله المرأة من كونها نصف المجتمع، ليكون عطاؤها فيضاً شاملاً، ويكون حصادها قبساً منيراً .والرعاية الأبوية التي حظينا بها منكم كنساء هذا الوطن جعلنا نبث صوتنا لكم وبعد هذا ما أتمناه أن يتحقق لنساء بلادي لينقلهن إلى سفوح العالمية إنتاجاً وإبداعاً في عهدكم الميمون . هناك المشكّكون يا والدي ومثلهم المتفائلون، الأولون يفرّقون بين عمل المرأة ومنظومة التنمية، ويرون أن لكل منهما خصوصية، في حين يرى المتفائلون أن مشاركة المرأة في التنمية تعتمد على موهبة العقل والحكمة والتلاؤم في المكان و الزمان و الظروف . أنا مدينةٌ لله بكل شيء، و ممتنةٌ لك يا والدي يوم أنصت لحديثي في لقاءك الأبوي الذي حظيت بشرفه، ولولا ذلك اللقاء ما استطعت أن اكتب حروف اليوم، بشفافية النَّفسِ، وحَزْمِ الإرادة، وتفاؤل الوجدان، إن لم يظهر هذا المقال فهناك خطأ ما يا والدي، وإن خرج المقال أرجو أن يصل إلى يدك الكريمة التي أحاطتنا بالرعاية الكريمة في عهدكم الميمون .