جدة في هذا الصباح الباكر مدينة يغطيها الضباب الذي أعطاها " غلالة " شفافة ..كندف الثلج، لازالت حركة السيارات رغم وجودها فهي متناثرة ..بدت لي كعروس في صباحية " عرسها " تطرد النوم من عينيها ..اللتين لم تشبعا " نوماً " وهذا البحر يتلاطم على صخور شاطئه ..كأنه يريد أن يطرد النوم من عيون " السهارى " على شاطئه . لا أعرف لماذا شعرت بحالة اكتئاب عند سماعي لهذه الأصوات المزعجة التي كانت " تحوم " في الفضاء الفضي الذي يلتقي بزرقة البحر ..لقد كانت أمواج من " الغربان " تتلاحق في أشكال " مقززة " وهي في تحركاتها المريبة تطلق تلك الأصوات .. كانت لزوجة " الرطوبة " على رمال الشاطئ تعطيك إحساساً " ببرودة " الأرض قبل أن تستقبل أشعة الشمس ..التي بدت حمرتها المشرقية تلوح في الأفق البعيد .. قلت لرفيقي : عليك أن تغادر هذا المكان بعد أن احتلته هذه الطيور الشرسة وقبل أن " تنهش " منك شيئاً . ضرب بيده على صدره وهو يقول : تخيل كيف نهرب مع أول مواجهة مع هذه الطيور .. لم أرد عليه ..كان في الأفق البعيد مركب وشراع سابح في أليم ، ذكرني بجندول علي محمود طه لولا صوت الغربان .