هذا عنوان أستهل به كلمتي هذه وهو رأفة بشبابنا أيها الآباء والأمهات ثم أقول لا أدري أعمد ذلك التصرف نتيجة عاطفة جياشة أم تلقائيا .وفي غفلة عن الوعي الحقيقي الذي نستظهر من خلاله ما يكون بين يوم وآخر من ازهاق أرواح بريئة طالما كانت لها أحلام عراض نتيجة تهور جموح يطغى على تصرفات شبابنا فيأخذ بالعبث في نفوس طالما كانت لها أحلام يتمنون تحقيقها .وكم من أمنية تحطمت على أعتاب ذلك التهور المجنون، وهذا لعمري ان دل على شيء فإنما يدل على عدم وجود الوعي التربوي . لذا إن بعض الآباء والأمهات يطيعون ابناءهم طاعة عمياء وما ذلك إلا وسيلة غير مباشرة لازهاق أرواح ابنائهم او تعريضهم للاعاقة المستديمة التي لا شفاء معها .ولعلي لا اغفل ما ستكون عليه حالة الطرف الآخر من أمان واطمئنان وعدم التفكير في ما سيحدث عليه وما يحمله اليه القدر على أيدي أمثال هؤلاء العابثين الذي يتمثل عبهثم في السرعة الجنونية التي يقودون بها مركباتهم أو عدم التركيز اثناء قيادتهم لها كأن ينشغل بالتحدث بالجوال أو بتشغيل الراديو او المسجل او بمشاهدة بعضهم للرائي ان وجد وهذا كله مؤداه الى حدوث مثل هذه الكوارث . ولا يفوتني هنا ان اذكر قصة تحضرني لا أرى بأسا في ذكرها وهي انه كانت عائلة مكونة من خمسة اشخاص كانت ذاهبة الى الرياض لمناقشة رسالة الدكتوراه الخاصة بالوالدة وبعد مناقشتها وحصولها عليها رجعوا لتوهم الى المدينةالمنورة وفي الطريق حصل ما لا يحدث في الحسبان وهو انقلاب المركبة وذهاب كامل ركابها الى لقاء ربهم وذلك نتيجة السرعة الجنونية وهنا لا اشك مطلقا بوقوع القضاء والقدر ولكن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز " ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة " وما يوم حليمة بسر إذا ما قلت بأن رب الاسرة وهو قائد المركبة يفتخر بأنه استطاع ان يقطع طريق الرياض ببضع ساعات ذهابا وانا اقول لو كان يمشي بالسرعة المحددة لم زاد عن وقت وصوله الا ربع ساعة او قرابة ذلك بالنسبة للوقت الذي تم وصوله فيه والذي ادى به وعائلته الى التهلكة . فرجائي الحار اقدمه وبصرخة ملؤها الحب والحنان الى اولياء الامورألا يكونوا سببا في إزهاق نفوس بريئة على أيدي متهورين سفهاء فيكونوا شركاء في الجريمة والى لقاء آخر إن شاء الله .