في الحديث الذي نشرته البلاد قبل أكثر من اسبوعين مع معالي الشيخ الفريق صالح خصيفان المستشار بالديوان الملكي ورجل الأمن المعروف كنت ألحظ ألمه وهو يحدثني عن قيام بعض الصحف المحلية بنشر القضايا الأمنية وتحديداً القضايا الاخلاقية والجرائم الكبرى والتي حددها الشيخ صالح في المدينتين المقدستين مشيراً الى ان الامر يظل غامضاً والمعلومات لا يمكن ان تتوفر لدى الصحيفة بهذه السرعة لان النشر يأتي في اليوم الثاني مباشرة قبل الانتهاء او البدء في التحقيق من قبل الجهات الامنية وهيئة الادعاء واصحاب العلاقة مؤكداً أن نشر هذه القضايا لا يتفق مع اي توعية او إعلان ما يقع في البلاد من مخالفات أمنية حتى انني حينما قلت له ان البعض يفسر النشر بأنه وقاية للناس اجابني فوراً : لا ..لا يمكن ان يكون هذا .. الأسبوع الماضي وقعت جريمة قتل فتاة في مكةالمكرمة وتألمت وأنا اقرأ في احدى الصحف الصادرة في جدة واخرى خارج المنطقة تفاصيل دقيقة عن القضية بل عرضت جوانب خاصة جداً من حياة الاسرة لا يستفيد منها القارئ ولا أعرف كيف اجاز المسؤول في الصحيفتين الخبر بهذه التفاصيل؟ بل ان احدى هذه الصحف نشرت وبصورة واضحة صور شقيق ووالد " القتيلة " واكدت الصحيفة من هاتين الصحيفتين ان ماسبق ان نشرته اكدته التحقيقات من وجود علاقة " كذا ..وكذا " لقد اشفقت على حال والد الاخت المقتولة رحمها الله وهو يرى صورته وابنه في اليوم الثاني منشورة على الملأ خاصة اذا كان لا يعلم بنشر صورته ولم يستأذنه " المحرر " واعتبر ذلك عملاً صحفياً متميزاً !!ان السباق الذي نراه من بعض الزملاء حول نشر تفاصيل أكبر وادق في الجرائم التي تحصل سواء في مكة او المدينة او غيرها لا يمكن ان يفسر في رأيي عملاً صحفياً غير عادي كما يفسره ناقل الخبر او المسؤول في الصحيفة لان الخبر له قيم وأخلاق الواجب ان يراعيها الصحفي ويضع نفسه في مكان صاحب القضية ويسألها هل يمكن أن أوافق على نشر صورة والدي وشقيقي لو كانت الضحية شقيقتي او والدتي او احدى قريباتي؟ لقد تساوى حجم الالم على الطريقة التي قتلت فيها الفتاة وأسبابها التي لا تدعو لذلك مع ألم النشر والتشهير حتى يرضي الصحفي رغبته او رغبة صحيفته وحتى يظهر الخبر بعنوان رئيسي " كما اشارت " .." جريمة مكة " " كذا ..وكذا "!! لقد سبق منذ سنوات طويلة ان اشرنا لما تقوم به بعض الصحف من تضخيم لحالات عقاب محددة يقوم بها المعلمون مع طلابهم وتقوم بنشر صورة الطالب واثار الضرب وبجواره والده يشير لذلك ..وقد تطور الامر اليوم حتى اصبحنا ندخل البيوت ونكتب عن العلاقة واسباب الجريمة وعلاقة اقارب الضحية بالتستر على الجريمة وغير ذلك الامر الذي ينطبق على ما نشرته بعض الصحف في القتل في جدة والذي ذهبت ضحيته فتاة لاسباب خلافها مع شخص له علاقة بها ..علينا ان ندع امثال هذه الاخبار وما اكثر ما يوجد في مجتمعنا من اخبار صارخة وتستحق النشر ..بل والتشهير غير هذه !!