كان البحث حول استخدامات الانترنت في أوساط الشباب السعودي .قدم ملخصه أحد طلاب الماجستير الذي كان مكلفا بتقديم قراءة نقدية لبحث إعلامي حديث .وكان يمكن أن ينتهي الموضوع بنفس الشكل المعتاد في هذه المادة التي أقوم بتدريسها هذا العام للطلاب في كلية الاعلام بجامعة صنعاء، لولا إن إحدى الطالبات أبدت استغرابها لنسبة المشاركة من قبل النساء السعوديات في الرد على الاستبيان وفي المشاركة في الاستخدام اليومي للإنترنت . كانت معارفها عن الأخوات في السعودية محدودة وتصوراتها عن حياتهن مبالغ فيها .بعدها فتح باب النقاش الذي أظهر الى أي حد هناك نقص في المعرفة في أوساط طلاب الجامعات عن بعض البلدان العربية وخاصة عن جارتهم السعودية . قال طالب آخر مبررا لزميلته جهلها أن الحال هو نفسه مع الطلاب والطالبات السعوديين في معرفتهم عن أمثالهم من الطلاب في اليمن .وبغض النظر عن محاولات الدفاع أو تبرير جوانب القصور، فإن نظرية تدفق المعلومات من الغرب الى الشرق معروفة .أما انخفاض مستوى التبادل في المعلومات بين دول الجنوب الذي تقع فيها كل دول الجزيرة العربية فهو معروف، من ناحية التشخيص ومن ناحية الأسباب، وبالطبع فإن معالجته سهلة، تتمثل في زيادة محاولات الفهم والمتابعة للمستجدات في الساحة . فالأخبار السياسية لايمكن الاعتماد عليها كما تبثها وسائل الاعلام لإنها في الأصل تصب في تغطية الأحداث الكبيرة السلبية والخطيرة والمرعبة والمميتة أكثر مما تغطيه عن التطورات والأحداث المختلفة ذات العلاقة المباشرة بحياة الناس العاديين . ولهذا فإن الابحاث العلمية هي الطريق للاستدلال وتلمس المعرفة الواقعية لا الظنية عن الشعوب . عيون الظن : قدمت الأستاذة الكبيرة المتخصصة في شؤون الحراك الثقافي في المنطقة العربية عرضها مختتمة له بقولها ان عرضها يتضمن المواقع ذات الصبغة المغايرة في المنطقة بحيث تكون دول شمال أفريقيا العربية المغاربية هي دول التأثر بالثقافة الفرانكوفونية، والدول المشارقية التي تقع فيها مصر وليبيا والسودان وفلسطين والأردن والعراق هي الدول ذات التأثر بالثقافة الانجلوفونية، أما قطر والكويت وعمان والامارات والبحرين فهي الدول التي تنظر غربا وليست مهتمة بالشرق أو بالجنوب . سألتها عن موقع السعودية واليمن من هذه التصنيفات، فأضافت أن اليمن لاتقع في دائرة اهتماماتها بسبب عدم توفر المعلومات، وأن السعودية قد تتطابق مع دول الخليج الأخرى في بعض جوانب المشهد الثقافي وقد تقع لها خصوصية ذات ارتباط بموقعها في المنطقة الاسلامية يجعلها الى حد ما مختلفة لكنها غير متأكدة، لأنها لم تمتلك الوقت الكافي لدراسة السعودية . عيون اليقين : المنطقة بحاجة الى دراسات وابحاث أكثر دقة من أشخاص لديهم الوقت لذلك .واليمن والسعودية بحاجة الى اطلاع دائم على ما يتم من هذه الابحاث وتكون الجدوى ذات قيمة لوتم التبادل وتم الإطلاع عليها والاستفادة منها على نطاق واسع . [email protected]