ليس هناك شيء مزعج مثل ظهور " الصراصير " في المنزل، عندما اشاهد " صرصاراً " اصاب بحالة تقزز وتتلبسني حالة من الاستنفار في قلب " البيت " عاليه سافله بحثا عن مصدر خروج هذه الحشرة . ذات يوم دارت معركة ساخنة مع ثلاثة من هؤلاء وبعد ملاحقات وبعد أن شعرت بأنني قد أنهكت قضيت عليها واحسست بالانتصار كأنني خارج من معركة بالفعل ولكن ما كدنا نرتاح يومين حتى عاودت في الظهور وبدأ البحث عن مصدر خروجها وقمنا بتسديد كل الفتحات التي يمكن ان تخرج منها هذه الحشرات ومع هذا ظلت ترتع تحت الدواليب في الحمامات والمطبخ حتى كاد يتلبسنا اعتقاد بأنهم من جماعة " بسم الله " اللي ذكرهم ي ُخوف الشجعان .وفجأة اكتشفنا من أين تأتي هذه الحشرات لقد وَجَدَتْ مرتعاً لها في بئر " المصعد " وتتسلق من فتحاته لتتسلل الى داخل المنزل . هذا " الصرصار " ذكرني بتلك الرواية بعنوان الانسان الصرصار أو الصرصار المقلوب لا اذكر فهذه من القراءات القديمة وكانت القصة تحكي عن انسان يشبه " الصرصار " في تصرفاته اللزجة مع الاخرين و " حشريته " اللامحدودة .لكن الملفت حقيقة ان هناك من هو اكثر " لزوجه " وحشرية من هذه الحشرة .ومع هذا لا يشعر بذاته فتراه بين " الفتحات " وعلى الأرصفة يتلقى الصفعات والضحكة تملأ وجهه بلا اهتمام .