من الخطأ الفادح أن ننظر لتوظيف ذوي الاحتياجات السمعية،على أنه من منطلق إنساني من باب العطف على تلك الفئة، ونغفل أنهن فتيات منتجات في المجتمع . لعلي أتوقف معكم بما شاهدت في نادي الصم للنساء بجدة، فتيات في مختلف الأعمار متلهفين على فرص العمل والتدريب واكتساب المهارات، ولديهن أهداف واضحة وهي كسب رزقهن بأيديهن، بتعريف إنتاجهن بلغة يفهمها العالم الذين حرموا منه لصعوبة التواصل . بالرغم من المعتقدات السائدة، فإن ذوي الاحتياجات السمعية لا يملكون الإرادة الداخلية التي تدفعهن إلى تحدي المصاعب التي تواجههن، و في مقدمتها تفهم المجتمع لحالتهن . ساق الله لتلك الفئة رجال ونساء هذا الوطن لخلق فرص إنتاج في أول مصنع من نوعه في المملكة للخياطة والتطريز بواسطة التقنية الحديثة والحاسب الآلي بنادي الصم للنساء، كنت أظنه ضرباً من التنجيم الاقتصادي وأنا أشاهد المخططات والاجتماعات التي تعقد من أجل هذا المشروع . حرص القائمون على مصنع النسيج أن يكون المنتج برؤية جمالية نفعية بلغة يفهمها الناس ويحترم عقول ضعاف السمع وأذواقهن . يعتبر برنامج تشغيل نساء الصم إحدى مبادرات و تمويل الشيخ صالح علي التركي نائب الرئيس الأعلى لنادي الصم بجدة ورئيس الغرف التجارية والصناعية بالمملكة العربية السعودية وغرفة جدة للصناعة والتجارة، الرائد في مساندة تلك الفئة من ذوي الاحتياجات السمعية ومن رواد العمل التطوعي في مجالات خدمة المعوقين . لدينا نساء من ذوي الاحتياجات السمعية، يتمتعن بقدرات و مهارات من المفترض استغلالها في سوق العمل، ولست هنا أتحدث عن تلك الشريحة لأنهن بحاجة للرأفة والشفقة، ولكني أعلن عن ولادة مصنع النسيج بنادي الصم للنساء بجدة ، و الذي سيكون مورد رزق يسد رمقهن ويكفيهن ذل السؤال، وأدعو لاستغلال هذه الثروة الاقتصادية من هؤلاء النساء اللائي يعتبرن قيمة اقتصادية تضاف للناتج المحلي لهذا البلاد . وختاماً ..لعل من حسن الطالع لتلك الفئة أنها تحظى بجهود رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة والرئيس الأعلى لنادي الصم بجدة وكذلك بالجهود الكبيرة لصاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وما تقدمه من دعم مادي ومعنوي لهن .، إلا أن الحاجة ماسة إلى مجهود أكبر من الجميع . a .natto@myi2i .com