عند الصباح تغني فيروز الرائعة دوماً.. والتي تدخل إلى إحساسنا دون استئذان فهي وحدها قادرة على تغيير الحالة وتغيير المكان والزمان وتساير كل الفصول. لطالما استهوتني تلك الكلمات حبيتك في الصيف.. حبيتك بالشتا.. وسألت نفسي هل يستطيع الإنسان أن يكون عاشقاً ومعشوقاً في كل الفصول؟.. وهل نحن أشخاص لا نتأثر بالحرارة والبرودة؟.. طبعاً لا يشكل ذلك مقياساً فشدة الحرارة تقلب كل الموازين وتشعر النفس بالإحباط وتجعلنا نرتخي غير منتجين.. ويقل العطاء أيضاً.. وربما نتغير.. لأننا نتأثر بكل العوامل وتبعاً لطقوس الفصول لنصبح آخرين.. متحولين.. لا نحكم ما يطرأ علينا من أمور بل يقودنا الشعور المتأثر الى أسوأ التصرفات أحياناً.. ولنطرح أبسط الأمثال.. تصور أنك شخص مهندم.. مقبل على الحياة.. لازال فيك نوع من الانتشاء لأقرب الأشياء من نفسك.. ليأتي إليك صباح صيفي.. مثقل بالحرارة والرطوبة.. تصور ماهو شعورك حين تضطر مجبراً أن تصبر على خطأ كل من صادفك في هذا اليوم الحار جداً والذي يسبب ردود أفعال تفسد كل شيء وتعكر ذلك الصفو وتغيظنا دوماً.. لتجعلنا على عكس صورنا الحقيقية.. وطبيعي أن تكون الحياة في كل مكان بهذه الصورة.. ويكمن الاختلاف.. في التفكير وهل نطبق فعلاً كل ما نفكر به بشكل خاص في حياتنا.. ام ننقاد تبعاً لما نشعر في نفس الوقت واللحظة.. والخلاصة فيما أريد أن اعبر عنه هو الحالة التي ترافقنا والتي لا تستمر غالباً.. فنحن ننتقل الى مراحل.. وتقودنا المواقف ونعكس الاتجاهات.. لأن هناك من يسبب لنا الوقوع في أخطاء وتجارب تصرفنا عن السمو وتبعدنا عن أبسط الأشياء التي تشعرنا بالسعادة وإن كانت وقتية.. فهي كلمات.. تمسح همْ الوجوه وتصالحنا مع الذات.. لتكون قريبة.. إنها كلمات لها تأثير نسمعها ممن نحب فهي وإن كانت بسيطة.. لها وقع فريد.. تذكرنا بإنسانيتنا وتجعلنا نصبر على حماقات الآخرين.. دون أن نتأثر بالفصول ولا الزمان والمكان. اعتماد خان