أعتقد ان ما سأحدثكم به اليوم امر معمول به في أكثر مناطق البلاد او ربما هو اجتهاد من ادارة صحة محافظة دون غيرها ..القصة تقول إنه " بني آدم " لكنه " مقيم " اضطر لخطف ابنته من احد المستشفيات في المدينةالمنورة بمساعدة خالتها في وقت متأخر من الليل لأسباب عدم استطاعته دفع مبلغ عشرين الف ريال للمستشفى . ويقول خبر نشرته احدى الصحف المحلية ان الطفلة ظلت محجوزة لمدة " شهرين " حتى استطاع والدها أخذها اثناء تسليم واستلام النوبة ..وكل القصة ان " الانسان " المقيم لدينا ادخل زوجته هذا المستشفى " الحكومي " للولادة ..ويقول الخبر ايضا انه تم ابلاغ الشرطة قسم الخالدية لاجراء اللازم حيال المقيم والتحقيق مع الممرضات وقال مدير الشؤون الصحية " السابق " انه ستتم محاسبة المقصرين ..الطريف ان المتحدث باسم الشرطة قال : إن البحث لازال جارياً عن والد الطفلة .. حقيقة تأملت في القضية ووجدت ان افضل عنوان للمقال هو " سجون صحة المدينة " لأن ماتم ليس له علاقة بطفلة ووالدتها وقضية ولادة ومبالغ ترتبت عليها ..والامر صورته صحة المدينة قضية جنائية امنية استنفرت فيها " قواتها " من الاطباء والممرضين حتى تحدث مديرالصحة نفسه عن القضية . وهذه القضية من القضايا التي تجعلنا نكرر السؤال للمرة الألف ولماذا كل هذه الضجة وكيف سمح المستشفى لنفسه واي نظام سمح له ان " يحتجز " طفلة لمدة شهرين في حاجة لوالدتها وارضاعها حتى لو افترضنا انها تحتاج لعلاج بعد خروجها للحياة؟ ..ما جاء في القضية ان الحجز تم لمدة شهرين وهو عمر الطفلة بمعنى أن التكاليف للوالدة فقط؟ ثم هل انتهت الطرق الرسمية عن طريق عنوان والد الطفلة وكفيله ومقر عمله حتى يصل بنا الأمر لاحتجاز طفلة عاش اهلها شهرين في قلق وفزع لتصرف المستشفى العقيم البعيد عن " الانسانية " وما علاقة ان المقيم لا تدخل زوجته مستشفيات الصحة؟ ومن اين لهؤلاء وهم حضروا للبلاد للكسب المحدود من دفع مبلغ للمستشفى الخاص؟ وهل نتدخل نحن حتى في هذا الامر؟ ..انني اتمنى ان يكون هذا التصرف من هذا المستشفى وادارته او من ادارته الصحية في المنطقة وان لا يكون الامر سارياً في كل مستشفيات البلاد وان لا نغيب النظام والاجراءات الادارية السليمة في تصرفاتنا ..واخشى أن تتم محاسبة والد الطفلة على أنه خاطف وهارب من سداد مستحق المستشفى ..ارحموا الناس ومن رفض ان يدفع " فيد " الدولة تصل اليه مع املي ان لا ينال العقاب الممرضات البريئات فالقضية انسانية ..وصاحبهاانسان " بني آدم " .