أثبتت المواجهة الأمنية في محاربة الإرهاب درجات عالية من التفوق وصلت في مراحلها الأخيرة إلى المستوى المتقدم والاجتثاث الاستباقي لأية فكرة إرهابية مجنونة، ومحتقنة ضد المجتمع والإنسانية، ولكن هذه المواجهة الفاعلة، التي أكد من خلالها رجال الأمن جدارتهم، لم تكن تصل إلى هذا المستوى من الإتقان لولا مزيج رائع من الإخلاص والتفاني من جهة والإبداع والعمل الدؤوب من جهة أخرى. ولذلك وفي ظل التأكيدات الدائمة بأن مواجهة الإرهاب ليست مواجهة مع الجريمة فقط، ولكن مواجهة أيضا مع جذورها والأسس الفكرية التي تؤسس لها، فإن المطالبات كانت قائمة على مواجهة فكرية من قبل الفكر الإسلامي الوسطي المتزن في مواجهة المتطرفين والإرهابيين وأفكارهم الشيطانية البغيضة. وفي هذا الاتجاه، بل وفي خطوة متقدمة عليه، اتخذت لجنة المناصحة الموكل إليها الجانب الفكري للإرهابيين التائبين ومناصحتهم في أصول مبادئهم، خطوتها المتقدمة في الالتفاف إلى الجانب النسوي، فالإرهابي المغرر به ليس رجلا دائما فهناك المرأة أيضا، وللوصول إلى هذه المرأة وتجنيدها لابد من وسائط فكرية يتفنن الإرهابيون في وضع شراكها حول الهدف المراد اختطافه من المجتمع وإعادة صياغة أفكاره وتفخيخ عقله بآرائهم السوداء. ولذلك، كان لا بد من تأهيل أكاديميات وداعيات مؤهلات لهذه المواقف لمواجهة تغذية نساء المجتمع بالأفكار المنحرفة والنوايا الإرهابية. ومن هنا، فإن هذه الخطوة تعتبر ملحة وأساسية والمجتمع في حاجة أكيدة لها، وليس النساء فقط؛ لأن المرأة هي الحاضن للبيت ومؤهلة الأبناء، ومغذية النشء بالأفكار. ولذا، نأمل جميعا في تطوير هذه اللجنة لتحقيق أكبر قدر من الإنجازات في محيط اهتماماتها، من أجل مجتمع صحي وإنساني ومؤمن بأفكار الإسلام السمحة والنبيلة الداعية للإخاء والمحبة والتسامح. عكاظ