قالت صحيفة "ورلد تريبيون" الأمريكية إن مصر أقرت بأن الجدار الفولاذي العازل الذي تبنيه مصر على حدودها الشرقية مع غزة يواجه عقبات ربما تؤدي إلى إلغاءه. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية مصرية لم تكشف عن هويتها أن الجدار الأمني الذي يقع بطول 14 كيلومتر على الحدود مع غزة ألغي بسبب عوائق فنية وإدارية. وأوردت أيضا قول مسئول مصري بأن الجدار سبب خيبة أمل بالنسبة لوزارة الداخلية حيث عثر المفتشون على أكثر من 200 فتحة في الجدار أحدثها بناءوا أنفاق التهريب إلى غزة. يذكر أن أنباء عديدة تواترت خلال شهر يوليو الجاري بأن الجدار فشل في منع التهريب من وإلى غزة حيث صرح مسئول أمني مصري بأن الجدار "فشل فشلاً زريعاً". وقالت مصادر أمنية إن الجدار سيغطي 10 كيلو مترات بطول الحدود مع غزة وسينتهي العمل منه قبل نهاية عام 2010، مشيرة إلى أن المشروع صعب، وأن الجانب المصري لا يجد تعاون من غزة. وأوضحت المصادر إن الجدار الذي تم استكمال بناء 6 كيلو مترا فيه حتى الآن وكان متوقع الانتهاء منه بحلول أغسطس 2011، لكن العمل فيه واجه صعوبات فنية في ربيع هذا العام إلى جانب الحاجة إلى دعم أمني على طول الحدود مع غزة. وبدأ العمل في بناء الجدار الفولاذي أو ما أسمته بعض الدوائر المعارضة "جدار العار" في عام 2009 ويمتد على عمق 300 متراً تحت سطح الأرض وتموله وتقدم الدعم الفني له أيضا بعض الدول الغربية. وصمم الجدار في الأساس لمنع حفر أنفاق التهريب على طول الحدود مع غزة ويشمل على الآلاف من أجهزة الاستشعار عن بعد. وكشفت مصادر فلسطينية عن أن القائمين على حفر الأنفاق تمكنوا من اختراق الجدار واستخدموا معدات خاصة لقطع الجدار الذي يبلغ سمكه 5 سنتيمترات. كانت مصر قد نفت ما تناقلته وسائل الإعلام وبعض الوكالات الإخبارية حول نجاح المهربين في عمل ثقوب كبيرة في جسم الجدار العازل، وفشل مهمة الجدار، مؤكدة أن العمل في الجدار قائم ولم يتوقف نهائيا. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلت أيضا قبل أكثر من أسبوع عن مسئول مصري رفض الكشف عن هويته قوله: لدينا مئات الثقوب في الجدار، والتي تعادل عدد الأنفاق الناشطة، مشيرا إلى أن الجدار سيمتد إلى مسافة تسعة كيلومترات على الحدود، واكتمل ما يزيد على نصفه حتى الآن.