رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية - حفظه الله - مساء اليوم الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وتخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الدراسات العليا وكلية التدريب وكلية علوم الأدلة الجنائية وكلية اللغات في الجامعة. وكان في استقبال سمو النائب الثاني لدى وصوله مقر الحفل معالي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي ونائب رئيس الجامعة الدكتور جمعان بن رشيد أبأ رقوش وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة. وبدئ الحفل المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي كلمة رحب فيها بسمو النائب الثاني والحضور مؤكداً "أنه لا مزايدة على أهمية الأمن لأنه يصون الحقوق والمكتسبات وكونه داعم أساسي للتنمية وجسر للحضارة والتقدم". وقال "إن الجامعة قد أنشئت كجهاز علمي لمجلس وزراء الداخلية العرب قبل ثلاثة عقود لتضع وتنفذ الجوانب العلمية للاستراتيجيات والخطط الأمنية العربية التي تعنى بالأمن بمفهومه الشامل بما يخدم 22 دولة فإنها قد حققت نجاحا كبيرا بقيادة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز". وأشار إلى أن الجامعة نفذت 476 نشاطا في مجال مكافحة الإرهاب و117 نشاطا في نشاط الفساد واهتمت بجرائم الاتجار البشر ونفذت حيالها 91 نشاطا ، وفي الأمن النووي 23 نشاطا , كما نفذت 778 نشاطا في قطاع القضاء والعدالة ,574 نشاطا في الرعاية الاجتماعية وفي المخدرات والسلامة المرورية نفذت 682 نشاطا و233 نشاطا في الإعلام الأمني كما تبنت مفهوم الأمن السياحي وبلغ عدد الأنشطة العلمية فيه 104. وأضاف " كما اهتمت الجامعة بالأمن الفكري وكان لها السبق في ذلك وبلغ عدد الرسائل المجازة في ذلك 10 رسائل وأقامت 15 دورة وأصدرت 31 إصدارا متعلقا به ، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من برامج التعاون الدولي مع دول عالمية عدة" . واختتم كلمته بالقول إن الجامعة لم تكن لتصل إلى هذه المرحلة من النجاح والانجازات لولا توفيق الله ثم الرعاية التي تلقاها من سمو النائب الثاني وإخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب. اثر ذلك ألقيت كلمة الخريجين ألقاها نيابة عنهم الدكتور مسفر بن ظافر القحطاني أكد فيها أن كليات جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية غدت محطات إشعاع علمي في مجالات التدريب وعلوم الأدلة الجنائية واللغات والعلوم الإستراتيجية، لافتا إلى أن تمثيل الجامعة للدول العربية أكسبها بعدا عربيا ودوليا وجعلهم في الوقت ذاته يفاخرون بانتمائهم لهذا الصرح الشامخ . بعد ذلك القى مدير التعاون الدولي بجامعة ليون الفرنسية الدكتور أميل كالو كلمة أكد فيها أن جامعة ليون تشرفت بإقامة علاقات عمل وتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الامنية منذ أكثر من عشر سنوات، مشيرا إلى أن جامعة ليون أسهمت في المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد الذي نظمته جامعة نايف كما شاركت في مؤتمر القضاء والعدالة الذي نظمته الجامعة بالتعاون مع وزارة العدل الفرنسية . وأوضح أن جامعة ليون استضافت وفد المؤسسات العدلية والقضائية بالمملكة العربية السعودية في الشهر الماضي، ونظمت الجامعة زيارات عمل لهم للمحاكم ومقر الانتربول ومقرات السجون، مفيدا أن هناك خطط مستقبلية للتعاون مع الجامعة التي تمثل الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية من حيث القيام بدراسات مشتركة وتنظيم دورات تدريبية وندوات عملية . اثر ذلك القى مدير المركز العالمي لمكافحة الإرهاب الدكتور اليستر ميلر كلمة أبدى فيها إعجابه بالتجربة السعودية الثرية في " مكافحة الإرهاب " التي اعتبرها واحدة من أنجح التجارب العالمية ومثالاً يحتذى بها خاصة في مجال المناصحة التي يشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية لشؤون الأمنية مثمناً هذه التجربة الغنية وجهود جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في معالجة ظاهرة الإرهاب والإجرام المنظم من خلال إجراء العديد من الأبحاث والدورات التدريبية . وعبر عن اعتزاز المركز العالمي لمكافحة الإرهاب بالعلاقات المتميزة التي تربطه بهذه الجامعة الفريدة وذلك من خلال مذكرة تفاهم موقعه بين الطرفين أتاحت لنا فرصة المشاركة في العديد من برامج الجامعة وهناك برنامج قادم سوف ينفذ في هذا الصرح العلمي يشارك فيه مرشحون من أوروبا وأمريكا والدول العربية . بعد ذلك ألقى دولة رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية الأسبق رئيس أكاديمية العالم الإسلامي للعلوم الدكتور عبدالسلام المجالي كلمة أكد خلالها "أن مستقبل امتنا وقدرتها على مواجهة التحديات وتصدر مكانتها اللائقة بين الأمم لا يتحقق إلا من خلال العملية التربوية والتمسك بالقيم الإنسانية، مضيفا " لا أقصد بهذا ما يتعلمه الناشئة في المدارس والكليات والجامعات فحسب ولكن في كل مؤسسات المجتمع من البيت حيث تزرع البذر الأساسية وتكتسب العادات المواقف وإلى المسجد حيث ينفتح القلب والعقل لفهم الحياة والتوجه إليها بعين بصيرة وعقل متنور " وأشاد دولته بالجهود التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود " حفظه الله " خاصة في التعليم العالي والبحث العلمي واستكمال البنية التحتية لاسيما في قطاعي المياه والطاقة. وقال " هاهي المملكة تتصدر دولنا الإسلامية في مجالات بحثية وعلمية عدة حتى أضحت جامعات السعودية موئلا لنخبة من علماء الأمة". وبعد أن أعلن مدير إدارة القبول والتسجيل الدكتور مصطفى صلاح مرغلاني أسماء الخريجين، تشرف الخريجون بالسلام على سمو النائب الثاني. ثم تسلم سمو الأمير نايف بن عبد العزيز لوحة تذكارية قدمها معالي رئيس الجامعة بهذه المناسبة. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكلمة التالية .. بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إنها لليلة سعيدة أن نلتقي بهذه الوجوه الكريمة لنحتفل بتخرج هذا العدد من المؤهلين من إخواننا وأبنائنا في الدكتوراه والماجستير والدبلوم ما كان لي إلا أن أشارك بهذه الكلمة الارتجالية بهذه المناسبة العلمية العزيزة على قلوبنا أشكر معالي الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي مدير الجامعة وإخواني الكرام الأساتذة الذين سخروا وقتهم وجهودهم لتخريج هذه النخبة المباركة إن هذه الدفعة دفعة كبيرة ومؤهلة تشارك إخوانهم الخريجين في جميع جامعاتنا. إذن الوطن يستقبل أبناءه الكرام ليؤدوا واجباتهم في خدمة الدين ثم المليك والوطن كما أن إخواننا الخريجين من الدول العربية كذلك لا بد وأن يؤدوا واجبهم تجاه أوطانهم أتمنى لهم التوفيق. لاشك أن الجهد الذي بذله الخريجون في سنوات الدراسة لهو جهد مكثف ومهم وأخذ الكثير من أوقاتهم ولكن الجهد الأهم في ميدان العمل هو المقياس الكبير للتحصيل العلمي الذي اكتسبوه في هذه الجامعة ليس هناك مكسب أفضل من مكسب الإنسان الصالح الذي يخدم بأمانة وإتقان وتفانٍ إنما أبناء الوطن يخدمون مجتمعهم ووطنهم. إن التخصصات التي اكتسبها الخريجون تخصصات شاملة غطت كل المجالات التي لها علاقة بالأمن وبكل مجالاته وهذا يعد مكسبا كبيرا للأمن أن يعمل فيه من هم مؤهلون علميا إضافة إلى التأهيل الوطني والإخلاص لله والإيمان به والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه التي هي دستور هذا الوطن التي نعتز جميعا وعلى رأسنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد وكل مواطن نعتز بخدمة هذا الوطن المبارك الذي أسسه على التقوى جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وجزاه عن الإسلام خيرا وعن كل أبناء الوطن السالفين والحاضرين والقادمين كل الخير ومن بعده أبناؤه رحمهم الله والآن يقود هذه الأمة ملك صالح موفق إن شاء الله وبجانبه عضده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان. إن مكسب الأوطان هم الرجال ومكسب الرجال العلم فنحن في زمن لا يقبل الجهل خصوصا وأن ديننا يأمرنا بذلك ويحثنا عليه قال تعالى : " هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون".