الإيراني محمد باقر خرازي، رجل دين ويرأس "حزب الله"، أطلق منذ أيام دعوة إيرانية جديدة إلى بعث "إيران الكبرى" الممتدة من أفغانستان إلى فلسطين، وإزالة الأنظمة التي نعتها بكلمات بذيئة، لا ينطقها من يدّعي "العصمة والتدين"، وذلك "تمهيداً لظهور المهدي". وتأتي دعوة خرازي هذه في سلسلة الدعاوى الإيرانية الساذجة التي تؤكد أن المهدي لن يظهر إلا على أشلاء العرب والمسلمين، مع ازدهار حضارة إيران لأن الإيرانيين سيكونون جنوده ضد العرب. كما يؤكد المعصومون في إيران أن عدالة السماء، المتمثلة في الإمام المهدي، لن تتحقق إلا بإراقة الدماء وقهر الشعوب وتعذيبهم بأبشع وسائل التعذيب المسجلة في الثقافة الإيرانية. ويبدو أن استرسال رجالات قم في غيهم أنستهم أن امبراطورية فارس الكبرى، التي يراد بعثها، كانت مجوسية وقائمة على عقيدة الغزو والقتل والاستعباد والظلم، وان الإمام المهدي هو حفيد أولئك العرب الأوائل الذين أطاحوا بتلك الامبراطورية المجوسية "الكبرى" تحت راية الإسلام العربية. ويبدو أن ما تحقق لإيران من انتصارات بفضل الاحتلال الانجلوأمريكي للعراق أفقد نظام الملالي توازنه وأصابه في مقتل حتى باتوا يخلطون بين حكم المجوس المتمثل في إيران الكبرى وقدسية الإسلام المتمثلة في الإمام المهدي. ويبدو واضحاً اليوم كم يضلل النظام الإيراني المسلمين، فاستغل المعممون في قم معتقداتهم، من مقتل الحسين وحتى غياب وظهور الإمام المنتظر، لاستقطاب أبناء الطائفة البسطاء ضد أوطانهم ولصالح سياسات إيران الامبراطورية. يدعو خرازي إلى بعث امبراطورية إيران الكبرى في ظل واقع إيراني بائس، ويزداد بؤساً كل يوم، إذ تؤكد التقارير ارتفاع نسبة البطالة في إيران في ظل انعدام العدالة الاجتماعية والمساواة في توزيع الدخل وتكافؤ الفرص، فجاء في تقارير وزارة الشؤون الاجتماعية الإيرانية "أن 2،9 ملايين إيراني، أي حوالي 13% من سكان البلاد، يعيشون دون خط الفقر"، وان مليونين من هؤلاء يعيشون تحت خط الفقر المطلق، أي أنهم يعيشون على أقل من 70 دولاراً في الشهر... كما تظهر الأرقام الرسمية أن هناك ثلاثة ملايين عاطل عن العمل في إيران (صحيفة الشرق الاوسط، 13/8/2007). ووصلت نسبة البطالة لدى الشباب الإيراني بين سن 15 و24 إلى 9،29% في المدن و4،19% في المناطق الريفية، بمعدل عام يبلغ 4،25% (الجزيرة نت، 12/5/2008). وتعد إيران الأسوأ في قضية عمالة الأطفال إذ تشير التقارير إلى "أن نصيب إيران من عمالة الصغار يصل إلى تسعة ملايين طفل تحت سن ال 18، ويعمل أغلبهم في ظروف خطرة، ومنهم مليونان من أطفال الشوارع، وبناء على بحث ميداني أجراه المتخصصون في مؤسسة (حماية الأطفال العاملين) التي ترفع شعار (محو عمل الصغار)، فإن دخل الأطفال من العمل في صناعات مثل الألبسة يتراوح أسبوعيا بين 3 و6 دولارات" (الجزيرة نت، 12/4/2008). وبحسب اليونسيف والمركز القومي الإيراني لدراسات الإدمان "يعد معدل الإدمان على المخدرات في إيران من أعلى المعدلات في المنطقة.. ويعبر عن الفشل الاقتصادي" تعزيز العلاقات الثنائية بي (www.tgmacs.com/content/view/63/107/lang,arabic/). ونكتفي بهذا الجزء البسيط من مظاهر البؤس التي يعيشها الإيرانيون في فردوس إيرانهم الصغرى، ولدينا المزيد، مع ملاحظة أن هناك أكثر من 6 ملايين إيراني يعيشون في المنفى، منتشرين في مختلف أصقاع العالم (المصدر: http://www.iqna.ir/en/news_detail.php?ProdID=352624) هرباً من فردوس حكم السيد خرازي، الذي يريد توزيع بؤس بلاده على كل شعوب المنطقة في "امبراطورية إيران العظمى". فإلى متى سيستمر هذا التبجح الايراني؟