قال متحدث باسم مصرف الامارات المركزي ان البنك يرقب عن كثب تطورات أزمة ديون دبي لدرء أي تداعيات سلبية على الاقتصاد الوطني. ومن المتوقع أن يصدر المركزي الإماراتي حين ينهي عطلة العيد الإثنين بيانا يوضح موقفه. على الصعيد نفسه قال مسؤول في إدارة الرئيس باراك أوباما إن وزارة الخزانة الأمريكية ترقب عن كثب الوضع في دبي التي طلبت تأجيل سداد ديون بمليارات الدولارات على مجموعة دبي العالمية. وقالت متحدثة باسم الخزانة الامريكية 'نرقب وضع دبي عن كثب' لكنها لم تذكر تفاصيل أخرى، وقال مسؤولون آخرون 'إن الخزانة ترصد عن كثب وضع دبي'، لكن ذلك أيضا دون اسهاب. وأثار القلق من أن تتخلف دبي عن سداد ديون موجات من الصدمة في أسواق المال العالمية نتيجة مخاوف من أن توقد المشاكل شرارة أزمة مالية جديدة. وكان وزير المالية الكندي جيم فلاهرتي قال في وقت سابق ان مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أجرت مباحثات بشأن مشاكل الائتمان التي تواجهها دبي العالمية وترقب تداعياتها لكنه أضاف أنه لا يوجد ما يدعو الى القلق فيما يخص احتمال تعرض مؤسسات مالية كندية. من جهته اعلن المفوض الاوروبي للسوق الداخلية والخدمات المالية الفرنسي ميشال بارنييه ان الصعوبات المالية التي تواجهها دبي تعزز الحاجة الى الرقابة والشفافية عبر العالم. وقال ان المشكلة التي تواجهها دبي 'تثبت ان الازمة لم تنته ويمكن ان تعود، هذا يعزز الحاجة الى تطبيق القرارات القوية التي اتخذت ابان قمة مجموعة العشرين في لندن وبيتسبرغ لجهة الحاجة الى الحوكمة والرقابة والشفافية'. وقال بارنييه ان 'خارطة الطريق التي سنعتمدها تتضمن قرارات مجموعة العشرين في ما يتعلق بالحوكمة او ضبط الاقتصاد العالمي'. إلى ذلك أفادت بيانات قروض أن البنوك البريطانية لديها تعرض لمشاكل ديون محتملة في الامارات أكبر بكثير من أي منافسين اخرين لها في العالم وذلك في وقت يتصاعد القلق بشأن المنطقة. وقال محللون ان تعرض البنوك البريطانية أكبر من تعرض أي منافس لها بسبب العلاقات البريطانية التقليدية بالشرق الاوسط وبسبب تركيزها على الاسواق الناشئة الى جانب القروض التي قدمتها خلال الطفرة العقارية في دبي. وقال بنك التسويات الدولية ان اجمالي قروض البنوك البريطانية للامارات يبلغ 50 مليار دولار من أصل 123 مليار دولار هي اجمالي قروض البنوك العالمية للبلد العربي الخليجي. وأظهرت بيانات بنك التسويات الدولية التي تستند الى مبالغ القروض حتى نهاية يونيو حزيران أن قروض البنوك البريطانية أكبر بكثير من نظيراتها من بنوك فرنسا البالغة 11.3 مليار دولار ونظيراتها في ألمانيا البالغة 10.6 مليار دولار والولايات المتحدة 10.6 مليار دولار واليابان 9 مليارات دولار. وقد أحدثت دبي صدمة في أوساط المستثمرين العالميين وأثارت غضب البعض منهم بعدما طلبت 'دبي العالمية' تأجيل سداد الديون المترتبة عليها، رغم التطمينات السابقة التي أطلقها مسؤولون في الإمارة على مدى الشهور الماضية بشأن إيفائها بالتزاماتها المالية المقدرة بنحو 80 مليار دولار. فبعد ساعتين على إعلانها طرح سندات حكومية بقيمة 5 مليارات دولار، من مصرفين إماراتيين في أبوظبي، طلبت الدائرة المالية تأجيل السداد لغاية الثلاثين من مايو/أيار المقبل، وذلك على كافة الديون المترتبة على 'دبي العالمية' والشركات التابعة لها مثل 'نخيل' المضطربة والتي من المقرر أن تسدد 4 مليارات دولار على السندات الإسلامية في الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول.