-أزد - سعيد رافع تنومة صارع عبدالله بن علي بن عوضة الشهري الكثير من تجارب الحياة في مشاوير حل وترحال امتدت به لأكثر من نصف قرن. بدأ رحلته يافعا من الجنوب باتجاه الرياض في مشوار استغرق منه بقية العمر، وما زال اليوم يتذكر مسيرة كفاحه من الطائف بعيد منتصف السبعينيات الهجرية كاتبا في الجيش مرورا بالرياض في سرايا الحرس الملكي ثم إلى بريدة وحائل والقريات وبعدها إلى الكويت، في محطات مهمة قاسمه فيها الطموح والهموم جيل الستينيات والسبعينيات. عاد بعد هذه التجربة مع مكتبته ومخزونه المستمد من مجالس والده، الذي تعلم منه في سن مبكرة مهارات القيادة واكتسب حكمة الصلح بين الرجال، وكان قبل رحلته الطويلة عاصر وتشرب مجريات تحول مجتمع القبيلة من النظام العشائري إلى عهد المؤسسات. واليوم يمثل الشهري نموذجا للمستثمر الناجح في أبنائه وبناته، ومنهم من حصل على درجات الدكتوراه والماجستير من أرقى الجامعات السعودية والعالمية. في مغاني قريته آل علبه إحدى قرى قبيلة جبيهة بني شهر التي قال عنها المؤرخ الهمداني (توفي سنة 334) «جبيهة جبهة الحجر» تشكلت شخصية الشهري، وعلى متكأ دار والده رأى البدو والحضر وأهل تهامة يتوافدون ليوسطوا الشيخ الحكيم في إنهاء خصومة أو قضاء حاجة. وعلى خطى أبيه مشى الشيخ الابن، باسما متهللا في وجه من يقصده، فأصبحت وقفاته المضيئة بالحكمة والاتزان في مدارات «الشور» لإصلاح ذات البين والتوفيق بين الخصوم والسعي لتسهيل حوائج من قصده طالبا الفزعة. وحينما يأتي ذكره بين من يعرفه تفيض العيون والقلوب بالمواقف والذكريات، ويستضيء السامرون بمواقف وطرائف «بن عوضة» ويتوقفون كثيرا عند مواقفه وكلماته الفاصلة والتي كثيرا ما منعت بوادر فرقة أو ضمدت جرحا أو واست حزينا حاصرته عوادي الزمن.