- حلب - وليد عزيزي - اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان حكومته "لن تبدي اي تسامح بعد الآن حيال المتظاهرين الذين يطالبون منذ 12 يوما باستقالته في كل انحاء تركيا". كلام اردوغان جاء خلال ما نقله شاهد عيان عن دخول عشرات من شرطة مكافحة الشغب التركية الى متنزه جيزي في اسطنبول. وقال اردوغان في خطاب امام نواب حزب العدالة والتنمية "لقد انتهت هذه القضية الآن. لن نبدي تسامحاً بعد الآن"، وذلك بعد ساعات على سيطرة الشرطة على ساحة تقسيم في اسطنبول. وحذّر أردوغان "من وجود من يريد إلحاق الأذى باقتصاد تركيا وبمكانتها في الساحة الدولية من خلال الاحتجاجات القائمة في البلاد". ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله في كلمة أمام البرلمان، إن "الأحداث التي تحوّلت إلى موجة من العنف"، لا يمكن اعتبارها قتالاً من أجل حقوق ديمقراطية، بل إن كل الاحتجاجات التي شهدتها أرجاء البلاد "تختبئ وراء تحركات غيزي (في تقسيم)". واتهم بعض الجهات بإساءة فهم خطط نقل الأشجار من الحديقة بدلاً من قطعها، من أجل الفوز بدعم المحتجين، قائلاً إن "العنف الحاصل هو قناع لتغطية أعمال غير شرعية". وقال "أناشد المحتجين من أجل البيئة أن يتنبهوا لاستغلال احتجاجاتهم من قبل سيئي النوايا. البعض يحاول الإضرار بمكانة تركيا في الساحة الدولية". وأضاف أن الدفاع عن البيئة لا يمكن أن يكون عبر تخريب الممتلكات العامة، وقال لسنا "حزبًا يتبع سياسة العناد مع فئات الشعب المختلفة. لا نتبع سياسات إقصائية. ونحن لا نفرض إملاءات على أحد ولا نقبل بإملاءات أحد علينا". واتهم أحزاب محظورة بالوقوف وراء الاحتجاجات وحزب الشعب الجمهوري بالترويج للاحتجاجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأضاف أن "هناك من يريد الحاق الأذى باقتصاد تركيا". وقال إن الإعلام الدولي بمساعدة أشخاص سيئي النوايا نظموا "هجمة شاملة" ضد تركيا. وتساءل "هل كان يجب علي أن أركع وأتوسل المتظاهرين أن يزيلوا شعاراتهم غير القانونية وصور رموز خارجة عن القانون؟.. أليست الاحتجاجات التي أثرت على الفنادق المحيطة بميدان تقسيم وتسبّبت في فراغها بنسبة 80% تعتبر اعتداء على حريات الآخرين؟". وقال إن أي احتجاج يستهدف استقرار تركيا ليس سلمياً ونحن لن نسمح به. وتقدّم بالشكر إلى حاكم اسطنبول وقائد الشرطة على تدخّل الشرطة هذا الصباح في الميدان. ودخلت عناصر من شرطة مكافحة الشغب اليوم ميدان تقسيم، حيث طلبوا من المتظاهرين التراجع إلى منتزه غيزي، الذين قالوا إنه لا يندرج ضمن العملية التي ينفذونها، واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة الذين بادروا الى إطلاق الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. واعلن اردوغان في خطاب القاه في البرلمان في انقرة ان "التظاهرات التي تهز تركيا اسفرت عن سقوط اربعة قتلى هم ثلاثة متظاهرين وشرطي". وقال اردوغان متحدثاً امام نواب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه ان "ثلاثة شبان وشرطيا قتلوا في الاحداث" فيما تشير حصيلة جمعية الاطباء التركية الى سقوط ثلاثة قتلى. وبرر حاكم اسطنبول حسين افني موتلو تدخل الشرطة في ساحة تقسيم وسط اسطنبول، مؤكداً ان "المتظاهرين الذين كانوا يحتلونها منذ 12 يوما اضروا بصورة تركيا". وقال موتلو خلال مؤتمر صحافي ان "مشهد (المتظاهرين) اثار استياء السكان، واضر بصورة البلاد بنظر العالم"، ناسباً مسؤولية المواجهات التي تلت تدخل قوات الامن الى "هامشيين". واقتحم عشرات العناصر من شرطة مكافحة الشغب ساحة تقسيم في اسطنبول، مركز الحركة الاحتجاجية ضد حكومة رجب طيب اردوغان، والتي تهز تركيا منذ 12 يوماً، مستخدمين القنابل المسيلة للدموع، على ما افاد مصور صحافي. واقتحم الشرطيون المدعومون بمدرعات مجهزة بخراطيم المياه الحواجز، التي اقامها المتظاهرون على بعض الجادات المؤدية للساحة لكنهم لم يتحركوا في اتجاه حديقة جيزي المحاذية للساحة حيث نصب مئات المحتجين خيما. واكد موتلو في وقت سابق، ان "العملية لا تهدف الى طرد المتظاهرين من الحديقة". وقال موتلو في حسابه على موقع "تويتر" ان "هدفنا هو ازالة اللافتات والرسوم من الساحة. ليس لدينا هدف اخر". واضاف "لن نمس في اي من الاحوال حديقة جيزي وتقسيم ولن نمس بكم على الاطلاق. اعتباراً من هذا الصباح انكم بعهدة اشقائكم الشرطيين" داعيا المتظاهرين الى "البقاء بمنأى عما يمكن ان يرتكبه" عناصر يسعون الى الاستفزاز. وانتشرت اعداد من الشبان في الشوارع القريبة من ساحة تقسيم واخذوا يردون على الشرطة بقذفها بالحجارة وبالزجاجات الحارقة فيما باشرت الشرطة استخدام خراطيم المياه.