- حلب - وليد عزيزي - روى بعض سكان مدينة القصير السورية المهجرين تفاصيل بشعة حول انتهاكات "حزب الله" اللبناني ضد أهالي المدينة. وفي حديثه إلى صحيفة عكاظ، روى أبو محمد وهو شيخ مسن أنه لم يتوقع خروجه حيًّا بعد مداهمة عناصر "حزب الله" لحيهم في القصير بالقصف والذبح والحرق. وأضاف أبو محمد أن "حزب الله" قصف الحي بالقذائف، وأعلنوا عبر مكبرات الصوت أنهم أتوا لتطهير المنطقة من سكانها، ولم يتمكن ساعتها سوى النطق بالشهادتين طالبًا من بناته الهروب قبل أن يسمع صوت زجاج منزله وهو يُهشم. وروى الشيخ المسن أنه لم يشعر بطلقات النار التي اخترقت جسده إلا بعد أن رأى الدم يغطي ملابسه، وفقد وعيه، في حين جرته جارته وأخرجته وسط ركض النساء والأطفال هلعًا من القصف وهربًا من الموت. وأشار الشيخ إلى أنهم ما إن علموا في المدينة بوجود "حزب الله" للقتال بجانب قوات الأسد حتى استجاروا من هذا الحزب الذي تسبقه سمعته في قتل الأبرياء واغتصاب النساء وذبح الأطفال. ومن جانبها، أقسمت هدى - وهي من نساء القصير المهاجرات - أنها رأت بأم عينيها رجلاً وامرأة كانا يقطنان المنزل المجاور لها، وهما يُحرقان أحياء على أيدي عناصر "حزب الله"، بالإضافة إلى قيام الحزب ببقر بطون الحوامل. وأما محمود الشاب الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، فقد روى أن عناصر "حزب الله" كانوا يعصبون رؤوسهم بعصابات سوداء وخضراء كتب عليها عبارة "يا حسين" وهم يصرخون طيلة الوقت عند اقتحامهم المنازل أو ذبح الأبرياء. وبحرقة ولوعة، روت مواطنة من أهل القصير تدعى "زينة" وهي تصرخ وتغطي وجهها بمنديل: "أخذوا مني زوجي، رأيتهم من خلف النافذة يجرونه إلى آلية عسكرية، منعت نفسي من الصراخ بأن يعيدوه لي، فأنا حامل ولا أريدهم أن يقتلوني، ويقتلوا ابني في أحشائي كما يفعلون. أقول لهم: إننا لسنا غافلين عن حقيقتهم، هم يريدون أن يقتلوا كل شاب، قتلوا الكثير من الشباب واعتقلوا البعض الآخر، ولا نعلم مدى العذاب الذي ينفذونه على أجساد شبابنا وآبائنا". وأضافت زينة أن قوات "حزب الله" مجرمون، وأنهم ادعوا زورًا وكذبًا دفاعهم عن لبنانيين يعيشون في القصير، بل إنهم يأخذون ببلدهم لبنان إلى الهاوية. ويروي أهالي القصير أنهم هجروا مدينتهم إلى عرسال في لبنان حيث وصلوا إلى الجبال وخاضوا الوديان حفاة الأقدام لمدة 15 ساعة، مؤكدين أنهم ليسوا نازحين بل مهجرون من قبل "حزب الله" الشيعي