- حلب - وليد عزيزي - فقد مؤسس «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد إحدى ساقيه لدى استهدافه بسيارة مفخخة ليل أول من امس في مدينة الميادين في دير الزور في شمال شرقي سورية. واعتبر الخطيب إن»محاولة اغتيال الأسعد جزء من مخططات ماكرة لتصفية القادة الأحرار»، فيما دان رئيس مجلس قيادة المجلس العسكري في حلب وريفها العقيد عبد الجبار العكيدي في بيان العملية، متمنياً للأسعد الشفاء ليبقى «أخاً وقائداً ومقاتلاً في طريق العزة والكرامة». وهدد العكيدي منفذي التفجير بأنهم «لن يفلتوا من العقاب الذي تستحقوه». وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في الدوحة إن هناك «منذ البداية تأييداً لثورة الشعب السوري ولتطلعاته، والجامعة العربية أصدرت قرارات عدة في محاولة لاقناع النظام للتفاهم حول تلك المواضيع وفشلت، فتمت احالة الملف على مجلس الأمن في 22 كانون الثاني (يناير) 2012، وحتى الآن على مدى أكثر من عام لم يفعل مجلس الأمن اي شيء». وعن مشاركة المعارضة السورية في القمة، قال العربي «أن المعارضة شكلت ائتلافا، وهو مثل الحزب السياسي أو تجمع لاحزاب سياسية، وهو ليس سلطة تنفيذية، ومن يمثل في المنظمات الدولية ويمثل الدول في الخارج هو سلطة تنفيذية أي الحكومة، والمعارضة الآن بدأت التشكيل ولديها رئيس حكومة ووجهت الدعوة لرئيس الحكومة (غسان هيتو) ورئيس الائتلاف، وسيحضر معاذ الخطيب». وأوضح نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي ل «الحياة» ان اتصالات أجرتها الدولة المضيفة للقمة (قطر) والأمين العام للجامعة مع الخطيب مهدت لمشاركته بعد ان اعلن استقالته من رئاسة «الائتلاف»، باعتباره «يتمتع بصدقية ويحظى بتقدير عربي ودولي وطلب منه الحضور فاستجاب». وعلمت «الحياة « أن مشاريع قرارات القمة تتضمن مشروع قرار حول سورية يشدد على الدور العربي وأن أزمة سورية ستبقى في أولويات التحرك العربي، وستدعم القمة وتقوي المعارضة السورية. وأكد بن حلي أن «القمة سترسل رسائل مهمة الى السلطة (في دمشق) للتجاوب مع المبادرات العربية والدولية لأن التمادي في طريق الحسم ثبت أنه غير مجد». ولفت الى أن مشاركة وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو في الجلسة الافتتتاحية يمثل جوانب تتعلق بتضافر جهود أقليمية ودولية حول الملف السوري، واكد مواصلة العملية السياسية وجهود المبعوث الدولي- العربي الأخضر الابراهيمي، مشددا على أهمية «حل سياسي يقود الى مرحلة انتقالية». من جهة اخرى، قال وزير الاعلام الأردني سميح المعايطة إن الاردن أغلق المعبر الحدودي الرئيسي مع سورية امس بسبب الاشتباكات الدائرة هناك منذ يومين بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام السوري. وكان «الجيش السوري الحر» اغلق من جانبه معبري درعا ونصيب من الجانب السوري بعد سيطرتها عليهما. وجاء هذا التطور بعد يوم واحد من اعلان «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان مقاتلي المعارضة سيطروا على مناطق واسعة في جنوب البلاد تمتد على مسافة 25 كيلومترا بين الحدود الاردنية واراضي الجولان الذي تحتل اسرائيل اجزاء واسعة منه. وتحدثت مصادر المعارضة عن انشقاق عشرات من الجنود قرب الحدود بينهم الرائد فيصل ابراهيم رئيس مخفر المنطقة الحرة و250 جنديا بعتادهم الكامل من اللواء 52 و12 من حاجز الشرقي، اضافة الى السيطرة على حاجز البريد في محافظة درعا. واشارت المصادر الى ان «الجيش الحر» هدد بالانتقام لمقتل 35عنصرا وفقدان 20 آخرين في»مكمن» في هضبة الجولان قبل ايام. وظهرت مخاوف من فتنة طائفية بين دروز وسنة، بسبب تحميل مقاتلي المعارضة «شبيحة دروز» المسؤولية. وكانت كتائب عدة شكلت المجلس العسكري في القنيطرة والجولان بعد سيطرتها على عدد من المواقع في هضبة الجولان قرب خط فك الاشتباك بين سورية واسرائيل. وفي دمشق، سقط امس عدد من قذائف الهاون في مناطق مختلفة، بينها واحدة قرب ساحة الامويين وسط العاصمة، وثانية في منطقة القصور قرب الغوطة الشرقية مع انفجار عبوة ناسفة قرب ساحة التحرير، اضافة الى سقوط قذيفة ثالثة في مكان قريب من المدخل الشمال لدمشق. وتردد ان سيارة مخففة انفجرت ليلا في وسط دمشق. كما سجل اعتقال عدد من الاشخاص بعد تظاهرة خرجت في حي كفرسوسة في دمشق. واعلنت المعارضة سقوط قتلى بسبب قصف عنيف براجمات الصواريخ على مدينة كفربطنا في الغوطة الشرقية، وسقوط قتلى في قصف على بلدة كفرتخاريم في ريف ادلب في شمال البلاد. وللمرة الاولى منذ بدء المواجهات في مرتفعات الجولان قرب الحدود مع اسرائيل طرح قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي الجنرال يئير جولان إحتمال إقامة منطقة عازلة داخل سورية. وقال إن «مئات كثيرة» من الإسلاميين المتشددين يقاتلون في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في سورية وقد «ترسخ اقدامهم» إذا سقط الأسد. والجيش الإسرائيلي يعمل على فرضية أن هؤلاء المقاتلين سيشنون في نهاية المطاف هجمات على إسرائيل. واضاف في مقابلة مع صحيفة «يسرائيل هيوم» ان «الاجراء الذي لا يمكننا بالتأكيد استبعاده هو اقامة منطقة امنية على الجانب الاخر من الحدود». وفي نيويورك، اعلنت الاممالمتحدة ان قصفاً بالقذائف على محيط مقرها في فندق شيراتون، وسط دمشق، ادى الى اتخاذ إجراءات عاجلة بينها إجلاء نصف موظفيها الدوليين الى بيروت والقاهرة. ورفض موظف رفيع في الاممالمتحدة الرد مباشرة على ما إذا كان الاعتداء موجهاً ضد الأممالمتحدة. وقال: «كنا نتحسب لمثل هذا الاستهداف، وهو رد فعل مبنى على دراسة متمعنة وليس وليد اللحظة». وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسركي إن «لدى الأممالمتحدة مئة موظف دولي في سورية و800 موظف سوري، ولقد قررنا نقل 50 موظفا دوليا الى بيروت والقاهرة بينهم فريق الإبراهيمي». وفي شأن ازدياد التوتر في منطقة عمل بعثة الأممالمتحدة لمراقبة تطبيق اتفاق فك الاشتباك في الجولان (أندوف) أبلغ موفد الأمين العام لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري مجلس الأمن بأن «حادثة مقلقة حصلت الأحد تمثلت بإطلاق نار من رشاش ثقيل من الجانب السوري عبر الخط الفاصل، وقوبلت برد بإطلاق الجيش الإسرائيلي صاروخاً على المنطقة الفاصلة». ومن المقرر أن يبحث مجلس الأمن اليوم (الثلثاء) في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول عمل «أندوف» وتكرار الاعتداءات عليها والإجراءات المتخذة لتعزيز حماية أفرادها وسلامتهم. وانتقد السفير الروسي فيتالي تشوركين اتجاه الأمين العام نحو استثناء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن من لجنة التحقيق الدولية التي ستكلف التحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سورية. وأضاف: «ما قالت الحكومة السورية هو الوحيد الذي يمكن اعتباره ذا صداقة» بالنسبة الى امكان استخدام السلاح الكيماوي في حلب، مشيراً الى أن «لدى بعض الدول خبرة في سوق الادعاءات عن استخدام أسلحة كيماوية ونأمل أن لا يتم التدخل في عمل البعثة».