- محمد أحمد - في الجولة الأولى له بصفته وزيرا للخارجية الأمريكية، يسعى جون كيري إلى الاطلاع والتعارف والاستماع إلى وجهات نظر وآراء الزعماء الذين سيقابلهم. وهم أيضا يريدون معرفة إن كانت لديه أفكار جديدة بشأن ملفات عديدة، ومنها الملف السوري والإيراني، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني. يتوجه كيري الأحد إلى بريطانيا، أول محطة في جولة تشمل تسع دول، وتستمر 11 يوما يزور خلالها أيضا ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا ومصر والسعودية والإمارات وقطر قبل عودته إلى بلاده في السادس من مارس المقبل. وتعد هذه الجولة الاستطلاعية ضرورية لرجل أمضى 28 عاما في مجلس الشيوخ الأميركي عضوا في لجنة العلاقات الخارجية، كما قضى الأعوام الأربعة الأخيرة منها رئيسا لهذه اللجنة. وبعد محادثاته المرتقبة مع الحلفاء في كل من لندن وبرلين وباريس، يتوجه كيري إلى روما للقاء أعضاء من المعارضة السورية في حال مشاركتها في مؤتمر أصدقاء سوريا، فضلا عن مجموعة أوسع نطاقا من الدول الساعية لمؤازرة هذه المعارضة في مسعاها الذي مضى عليه ما يقرب من عامين لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد. وقصر الرئيس الأميركي باراك أوباما الدعم الأميركي لسوريا على المعونات غير القتالية للمعارضة التي لاتزال ضعيفة التسليح، مقارنة بجيش الأسد وذلك رغم تقارير تفيد بتلقي هذه المعارضة أسلحة من بعض الدول. وقال جون الترمان من مركز أبحاث الدراسات الاستراتيجية والدولية إنه رغم أن الإدارة الأميركية تبدو وكأنها تعكف على إعادة النظر في مسألة تسليح المعارضة السورية، إلا أن ثمة مؤشرات على أنها مقدمة على نهج جديد تجاه سوريا. وقال الترمان: "مر وقت كنت أتصور فيه أنه قد آن الأوان لطرح استراتيجية أميركية جديدة لأن كيري لا يزال يفتقر إلى نظير مقابل في وزارة الدفاع، بينما تستمر بلورة الإدارة الجديدة." وأضاف: "لا أرى أي إشارة إلى وجود استراتيجية جديدة، إلا أنني ألحظ بوادر على أنه يريد الانخراط وتفهم ماهية الخيارات، بغية تحريك أمر ما في اتجاه مغاير." وسيجتمع كيري إلى جانب نظرائه من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا مع مسؤولين إيرانيين في قازاخستان يوم الثلاثاء المقبل، في مسعى لإقناع طهران بالحد من برنامجها النووي. وتشك الولاياتالمتحدة وعدد كبير من حلفائها في أن إيران ربما تستغل برنامجها النووي المدني كستار لإنتاج أسلحة نووية، وهو احتمال ترى إسرائيل- التي تعتبر القوة النووية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط- أنه يمثل خطرا قائما عليها. وكانت إيران أكدت أن برنامجها يقتصر على الأغراض السلمية كتوليد الكهرباء وإنتاج النظائر الطبية المشعة. وقال بروس ريدل من معهد بروكنجز البحثي إن العاهل السعودي الملك عبد الله يرى في نفسه طرفا يسعى للاستماع إلى الرأي الآخر، ويريد أن يطلع على أي سياسات أميركية جديدة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والملف الإيراني ومسائل أخرى. وقال ريدل: "لا يوجد أي مستوى عال من التوقعات بشأن القدرة على كسر حالة الجمود فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإقناع إيران بالتخلي عن برنامجها الخاص بالأسلحة النووية إضافة إلى إطاحة بشار الأسد."