أفصح عاملون في صناعة تدوير الزيوت المستعملة، بأن مكاسب العمل في هذا المجال تصل إلى 500 في المئة، وأن هناك إقبالاً ملحوظاً على دخول ذلك المجال، خصوصاً مع تزايد الطلب عى الزيوت عقب تدويرها بعد التوسع في عمليات التصدير. وقال هؤلاء إنه يوجد 40 مصنعاً تعمل في تدوير الزيوت في المملكة، وهي ذات إنتاجية متوسطة، إضافة إلى مصانع شركات الزيوت العالمية التي تعمل في هذا المجال. ويقول وليد العماري أحد المستثمرين في إعادة تدوير الزيوت، إن المملكة تعتبر من الدول الأكثر استهلاكاً لزيوت السيارات، وتدوير الزيوت يمثل استثماراً مربحاً، وبات أصحاب مراكز غيار الزيت حريصين على الزيوت المستعملة، بعد أن كانوا يتخلصون منها بطريقة تلوّث البيئة. وأوضح أن عملية تدوير الزيت تمرّ عبر معدات وماكينات مخصصة، وتعتمد جودة الزيت المستخرج على نوعية وكفاءة ماكينة التدوير، وتضاف إليه مركبات فيزيائية، وأفضل ماكينات التدوير هي الألمانية الصنع، وتصل فيها درجة جودة الزيت المستخرج بعد تدوير صنعه إلى قرابة 90 في المئة من جودة المنتج الأصلي، ويتجاوز سعر الماكينة متوسطة الإنتاج من هذا النوع مليوني ريال. وأضاف أنه تأتي بعد تلك الماكينات من حيث الجودة تلك المصنعة في الهند وهي أقل جودة من نظيرتها الألمانية، وتتراوح جودة الزيت المستخرج بعد تدويره بين 75 و80 في المئة من جودة المنتج الأصلي، وتتجاوز أسعار هذه الماكينات 1.5 مليون ريال، وأخيراً الماكينات الصينية، وهي عادة رديئة الجودة ولا تتجاوز جودة الزيت المستخرج بعد التدوير 60 في المئة. وأوضح العماري أن تكاليف إنشاء مصنع لإعادة تدوير الزيت تختلف باختلاف الطاقة الإنتاجية من مصنع إلى آخر، وهي تبدأ من 10 آلاف طن كأدنى حد، وتزيد بحسب قدرة المصنع، وأنشئ قبل أشهر مصنع في جدة لإعادة تدوير الزيوت، بطاقة إنتاجية تبلغ 100 طن يومياً، وبلغت كلفته 60 مليون ريال. وقدّر عدد المصانع التي تعمل في مجال تدوير الزيوت بنحو 40 مصنعاً، كلها ذات إنتاجية متوسطة، إضافة إلى مصانع شركات الزيوت العالمية، التي تقوم بإعادة تدوير الزيوت. وأوضح أن المصانع تأتي بالزيوت المستعملة، من خلال مؤسسات متخصصة في تجميعها، من مراكز الصيانة ومحال غيار الزيوت، وتقوم تلك المؤسسات ببيعها على المصانع، إذ يبلغ سعر الزيوت المستعملة قرابة 400 ريال للطن الواحد، ويباع بعد إعادة تدويره بنحو 2300 ريال للطن، بربحية تتجاوز 500 في المئة. ولفت إلى دخول العمالة الأجنبية، خصوصاً من الجنسية اليمنية في تجميع الزيوت، وتقوم برفع سعر الزيوت، وبعضها تقوم بغش الزيوت، من خلال خلط الزيوت بمواد أخرى مثل الديزل، من أجل زيادة الكمية، الأمر الذي جعل المصانع تأتي بأجهزة تحليل للزيوت المستعملة. من ناحيته، قال مدير المصنع السعودي للزيوت حسين الصغير، إن مرحلة تدوير الزيت تمر بمراحل عدة، منها عملية التكسر باستخدام الحرارة، ثم تأتي مرحلة الفصل بإضافة بعض المحفزات، تليها مرحلة عزل الشوائب عن الزيت المتبقي، مشيراً إلى أن الزيت المستخرج ينقص بنسبة 25 في المئة، وهي تمثل الشوائب. وذكر أن تدوير الزيوت ينتج منه أكثر من منتج، منها على سبيل المثال زيوت التشحيم، ونوع sn500 الذي ينتج منه زيت الهيدروليك وزيوت أخرى، مشيراً إلى أن المملكة تعتبر من أكثر الدول استهلاكاً لزيوت السيارات، إذ تستهلك ما يزيد على 350 ألف طن سنوياً. ووصف جودة الزيوت بعد إعادة تدويرها بأنها جيدة ومناسبة للاستخدام مرة أخرى، ودرجة اللزوجة تعتبر جيدة، إذ لا تقل عن 30 درجة، موضحاً أن المجال مفتوح لتصدير الزيوت بعد تدويرها إلى جميع الدول. أما المهندس النفطي عامر السبع، الذي يعمل في مجال تدوير الزيوت، فأوضح أن إعادة تدوير زيت المحركات هي الطريقة، التي يمكن أن تساعد في حماية البيئة للأجيال المقبلة، مع المحافظة على موارد الطاقة، مشيراً إلى أن الزيوت المستهلكة كانت في الماضي ترمى، ويتم التخلص منها بطرق تضر بالبيئة، إذ إن متراً واحداً من الزيت يتم التخلص منه يكفي لتلويث ما يقرب من 21 متراً. وقال السبع إن عملية تدوير الزيت تكمن في إزالة الشوائب الصلبة والماء، ومن خلال التسخين تحذف المواد سهلة التبخر، وتتم معالجة الزيوت بواسطة استخدام قوة الجاذبية والطرد المركزي الكهربائي والقوى المغناطيسية والاهتزازية، وكذلك الترشيح والغسل والتبخر المائي والتقطير الفراغي. وأضاف أننا نحصل في نهاية عملية التدوير على 80 في المئة من الزيت المصفى، وهذه الطريقة لا تتطلب ضغطاً أو محفزات، وتتم عملية التدوير السابقة عن طريق آلات متخصصة في عملية التدوير.