- محمد طامي - وافق أبناء القتيل ضاوي الحارثي على تسلم ودفن جثمان والدهم أمس، بعد أن اقتنعوا بمحتوى تقرير مفصل نتج من لجنة محايدة طالبوا بتدخلها في تفاصيل القضية بعد أن رفض هيئة التحقيق والادعاء العام نتائج تحقيقات شرطة الطائف. وتعود تفاصيل القضية إلى إصابة مواطن في العقد السابع من العمر، بطلقات نارية أودت بحياته بمركز قيا جنوبي محافظة الطائف في رجب الماضي، واتهم على إثرها 11 شخصاً. فيما استمرت التحقيقات نحو ثمانية أشهر طالب فيها أبناء القتيل بتدخل لجنة محايدة بعد أن رفض هيئة التحقيق والادعاء العام نتائج تحقيقات الشرطة، إضافة إلى توجيه الأوراق كاملة إلى محافظ الطائف. وأوضح ابن القتيل هلال الحارثي ل «الحياة» أنه لا يملك أعز من والده، فهو يطالب بتطبيق الحد الشرعي في حق الجناة، مبيناً أن خلافات الأشخاص مع والده كانت ظاهرة قبل أن يقتل والده. وأضاف: «دائماً ما يعترضون طريقه وهو يسير خلف المواشي التي يمتلكها ويمنعونه من المرور ويدخلون معه في مناوشات وعراك يخلص أحياناً إلى صلح من دون قناعة»، مستدركاً أن الخلافات استمرت على هذه الوتيرة حتى تطورت إلى القتل. مؤكداً عدم قناعته هو وأبناء عمومته بنتائج التحقيقات، وطلبوا من لجنة محايدة خارج الطائف تولي هذه المهمة. وأكد أن أحد الجناة، يُتوقع أنه مريض نفسي، اعترف في التحقيق الأولي بجريمة القتل، بيد أن والدي قبل أن يتوفى ظل في المستشفى أكثر من شهر أكد أن هذا الشخص ليس هو من قتله مما زاد القضية تعقيداً، لافتاً إلى أن بقية الجناة الذين ضبط بحوزتهم أسلحة وطلقات نارية أنكروا تورطهم في القضية وأدانوا التحقيقات. وأفاد بأنه كان من المقرر أن نؤدي صلاة الميت على والدي عقب انقضاء صلاة الظهر في مسجد عبدالله بن العباس، لكنه تم تأخيرها لصلاة العصر بسبب وجود ثلوج متراكمة على جسده فور إخراجه من ثلاجة الموتى في مستشفى الملك فيصل، ووجد الأطباء صعوبة في إزالتها ما اضطرهم إلى وضع الجثمان في كمية من المياه الدافئة لإذابة الجليد. من جهته، أوضح المحامي عمر الأزوري ل «الحياة» أن ذوي القتيل رفضوا تقرير الطب الشرعي ونتائج إجراءات التشريح التي تمت في مستشفى الملك فيصل وطالبوا بلجنة محايدة من خارج محافظة الطائف، وتم تشكيل اللجنة بتوجيه من وزارة الداخلية. وأفاد الأزوري بأن اللجنة شرعت في تحقيقاتها، وأصدرت تقريراً مفصلاً اقتنع بمحتواه أصحاب الدم ووافقوا على تسلم الجثمان، مشيراً إلى أن المتهمين في القضية 11 شخصاً وتم القبض على تسعة جناة خضعوا للتحقيق من جانب شرطة الطائف، بينما تم تسريح ثلاثة منهم واثنان ما زالا هاربين وهما مطلوبان من الأجهزة الأمنية، في حين أن الستة الجناة ما زالوا داخل السجن. وأضاف: «إمارة منطقة مكةالمكرمة وجهت بالقبض على الجناة الثلاثة المسرحين»، منوهاً بأن أبناء القتيل خلال مجريات التحقيق أفادوا بأن والدهم قبل أن يقتل تعرض لتهديد بالقتل من أحد المتهمين، وتم توثيق المكالمة بتفاصيلها بتدخل هيئة الاتصالات خلال التحقيق. وأكد أن نتائج تحقيقات اللجنة أظهرت أن سبب الوفاة هو إصابة بثلاث طلقات نارية الأولى في البطن، والثانية في الفخذ وهي التي أسهمت في الوفاة، وأما الطلقة الثالثة فكانت سطحية، وهذه مؤشرات أن القاتل أكثر من واحد والمحكمة الشرعية هي المختصة في تحديد الجناية وإصدار الحكم وفقاً للتحقيق، موضحاً أن إعادة أوراق القضية من هيئة التحقيق والادعاء كان لوجود غموض وملاحظات فيها. وأوضح المتحدث الإعلامي بالإنابة في شرطة الطائف الملازم أول سليم الربيعي أن قضية إطلاق نار بمركز قيا وقعت في شهر رجب الماضي على شخص سعودي الجنسية في العقد السابع من العمر نقل على إثرها للمستشفى وبقي في غرفة التنويم نحو شهرين في غيبوبة، ثم قضى متأثراً بالإصابات، بينما باشرت شرطة الطائف التحقيقات وقبضت على الجناة، وتم توقيفهم والتحقيق معهم ورفعت المعاملة متضمنة نتائج التحقيق إلى الجهة المختصة وتم تسليم الجثمان.