- محمد أحمد - فيما يستعد التونسيون للاحتفال بالذكرى السنوية الثانية ل"ثورة الياسمين"، في 17 ديسمبرالجاري، دعت بعض القوى الشعبية إلى مقاطعة تلك الاحتفالات، وتنظيم احتجاجات سلمية، في ذكرى الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس "الهارب"، زين العابدين بن علي. الذي حكم الدولة العربية لما يقرب من ربع قرن. وتكتسب هذه الاحتفالات طابعاً خاصاً في ولاية "سيدي بوزيد"، التي كانت نقطة انطلاق الثورة، بعدما أقدم أحد شبانها، وهو محمد البوعزيزي، على إضرام النار في نفسه، قرب مقر الولاية، احتجاجاً على قيام إحدى موظفات البلدية بصفعه على وجهه، الأمر الذي تردد صداه سريعاً في مختلف الولاياتالتونسية. إلا أن "التنسيقية الجهوية للجبهة الشعبية" بالولاية دعت الأهالي إلى مقاطعة ما أسمتها "احتفالات السلطة" بالذكرى الثورة، كما دعت إلى جعل يوم الاثنين، الذي يوافق ذكرى انطلاق الثورة، "يوماً احتجاجياً سلمياً"، وهو ما دعت إليه أيضاً "الهيئة الجهورية لحماية ثورة 17 ديسمبر"، في بيان لها الأحد، أوردته وسائل الإعلام التونسية. وفيما أشارت التقارير إلى أن رئيس الجمهورية "المؤقت"، المنصف المرزوقي، سيقوم بافتتاح مهرجان الاحتفال بذكرى الثورة في سيدي بوزيد، أوردت وكالة تونس إفريقيا للأنباء "وات"، نقلاً عن بيان صدر عن رئاسة الحكومة الأحد، أن رئيس الحكومة المؤقتة، حمادي الجبالي، سيلازم الراحة لمدة يومين "نتيجة نزلة برد مفاجئة." وبرغم مرور عامين على الثورة التي أطلقت شرارة الاحتجاجات في دول عربية أخرى، ضمن ما عُرف ب"الربيع العربي"، ما زالت تونس تشهد احتجاجات واضطرابات واسعة، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع معدلات البطالة، بالإضافة إلى الصراعات السياسية بين القوى الإسلامية واليسارية، الذي يمزق الشارع التونسي. وأجبرت تلك الاضطرابات التي شهدتها تونس مؤخرًا، الرئيس المرزوقي على إلغاء جولته التي كانت مقررة لعدد من الدول الأوروبية منتصف الشهر الجاري، على أن يقوم بهذه الجولة في وقت لاحق، لم يتم الإعلان عن موعدها.