كشفت دراسة ميدانية قدمها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية وغطت كافة مناطق المملكة، عن انتشار أشكال من العنف الاقتصادي في المجتمع السعودي كأحد أنواع العنف الأسري. واعتمدت الدراسة على استفتاء تمحور حول حالات استيلاء الذكور على ميراث شقيقاتهم واستحواذ الرجل على مرتب قريبته أو زوجته إلى جانب عدم الإنفاق على النساء ومنعهن من العمل ودفع المرأة إلى الاقتراض من البنوك. وذهب 33 في المائة من عينة الدراسة إلى أن الاستيلاء على ميراث المرأة من قبل أقاربها الذكور يعد نوعا من أنواع العنف الاقتصادي المنتشر، فيما ذكر 14 في المائة منهم أنه نادر جدا، وأكتفى 19 في المائة من عينة الدراسة بالقول إنه غير منتشر مقابل 18 في المائة أشاروا بأنه منتشر. وجاء في الدراسة أن ما نسبته 32 في المائة من إجمالي العينة قالوا إن الاستيلاء على مرتب الزوجة أو القريبة من قبل الرجل منتشر جداً مقابل 11 في المائة أشاروا بأنه نادر جداً، في حين أشار ما نسبته 23 في المائة من إجمالي العينة بأن هذا النمط من العنف منتشر مقابل 19في المائة أشاروا بأنه غير منتشر. وأوضح 29 في المائة من العينة أن عدم الإنفاق على الزوجة أو التقتير عليها مع القدرة على الإنفاق منتشر جداً، مقابل 20 في المائة أشاروا بأنه نادر جداً، وذكر 21 في المائة بأن هذه الحالة غير منتشرة مقابل 18 في المائة أكدوا أنها منتشرة. وحول ظاهرة منع المرأة من العمل الشريف دون مبررات مقنعة ذكر 27 في المائة بأنها ظاهرة منتشرة جداً مقابل 18 في المائة قالوا بأن ذلك نادر الحدوث، ويشير 21 في المائة بأن ذلك غير منتشر مقابل 18 في المائة أشاروا بأنه منتشر. كما أن الاستيلاء على ممتلكات أقارب أيتام قصر أو مسنين يعد أحد أشكال العنف الاقتصادي المنتشر جداً وأشار إلى ذلك ما نسبته 27 في المائة مقابل 18 في المائة أشاروا بأنه نادر جداً، في حين أشار 19 في المائة بأنه غير منتشر وأشار 15 في المائة بأنه منتشر. ورأى ما نسبته 27 في المائة من إجمالي العينة أن دفع المرأة للاقتراض من البنوك أو الشراء بأقساط لأقاربها الذكور منتشر جداً في حين أن 15 في المائة منهم أشاروا بأنه نادر جداً. وأوضحت الدراسة أن العنف الاقتصادي هو من أكثر أشكال العنف التي تتأثر بالعادات والتقاليد المحلية المتغيرة متمثلة في الاستيلاء على مرتب الزوجة ويرجع ذلك إلى تأثير المتغيرات الاقتصادية وانتشار القيم المادية التي هيمنت على العلاقات الأسرية. وغطت الدراسة جميع مناطق المملكة والتقى الباحثون عدة فئات لكل منها خصائص متميزة لخدمة أهداف الدراسة، ومنها 1900 مفردة من المترددين والمترددات على مراكز الرعاية الصحية الأولية، وتم جمع البيانات منهم عن طريق الاستبيان، و 50 مفردة من الخبراء والخبيرات عن طريق المقابلة، و 90 مفردة من ضحايا العنف من الجنسين من مختلف الفئات العمرية ليصبح مجموع مفردات الدراسة 2040 مفردة. تجدر الإشارة إلى أن مركز رؤية للدراسات الاجتماعية ومقره مدينة الرس بمنطقة القصيم، هو مركز غير ربحي ويقدم حلولاً عملية لتنمية المجتمع من خلال بحوث منهجية متعددة الجوانب تتميز بتأصيل شرعي.