أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري الثبيتي المسلمين بتقوى الله، قال جل من قائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ). وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: القرآن الكريم عظيم في آياته قوي الدلالة في عبره وعظاته، فالله تعالى خالق كل شيء, مستشهداً بقول الله تعالى (قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ). وأضاف: الله تعالى هيأ الكون بما يصلحه وفي تصريف أحواله جمالاً وإبداعاً, قال الله تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ). وأردف: الله خلق أنواع الكائنات، فيرى المؤمن في كل كائن تفرداً و اختلافاً عن غيره في سبب الوجود والقيمة قال تعالى (صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ). وتابع: الله تعالى لم يخلق الكون عبثاً ولن يترك الخلق سُدى، قال جل وعلا (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ), والمؤمن حين يتأمل قول الله تعالى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ) يقر قلبه بأن الله تعالى لا يضيع عباده كما يعلم أن الحياة تعتريها المشاق وتشوبها المتاعب والأمراض وتحفها الابتلاءات قال تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ). وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: المسلم يقرأ قول الله تعالى (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) فيتيقن أن أمر دفع الضر بيد الله تعالى, موضحًا المسلم في الحوادث والملمات يتجرد من حوله وقوته ويقر بفقره وحاجته إلى الله تعالى، ففي الحديث من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند الكرب (اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ). وأضاف: في ظل الأزمة العالمية التي أفرزها هذا الوباء المستشري يشدو كل عاقل في هذه البلاد بهذا التلاحم الذي يتجسد بين قيادة تحرص على سن الأنظمة الإجراءات حمايةً للأرواح وحفظاً للمصالح وأفرادٍ يتسمون بالوعي ويدركون دورهم بالالتزام بالتعليمات والإرشادات حتى تنقشع الغمة ويزول البأس وتجاوز الشدة بفضل الله ورحمته ولطفه ثم بمزيد التكاتف. وأردف: في ظل هذه الجائحة يتوجب على أصحاب الرأي والفكر ورجال الأعمال أن يستشعروا واجبهم الديني والوطني في مثل هذه الأحداث في تخفيف آثار هذه الأزمة، قال صلى الله عليه وسلم (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر ، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مؤمنًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).