أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، المسلمين بتقوى الله عز وجل، والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وقال: الصلاة مجلبة للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى، طاردة للأدواء، مقوية للقلب، مبيضة للوجه، مفرحة للنفس، مُذهبة للكسل، منشطة للجوارح، ممدة للقوى، شارحة للصدر، مغذية للروح، منورة للقلب، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للبركة، مبعدة من الشيطان، مقرّبة من الرحمن. وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أنها الفريضة الأولى بعد الإيمان بالله ورسوله، فمن أقامها فقد أقبل على مولاه وحَظِيَ بالسعادة والقرب، ومن تركها فقد أعرض عن ربه ونال التعاسة والبعد، فهي صلة بين العبد وبين ربه؛ فإذا تعطلت فقد انقطعت الصلة بينهما؛ موضحًا أن معنى انقطاع صلة العبد بالله، يعني دمار العبد وفساد أمره وضياعه وخسارته وخذلانه وفقده كل شيء وتعرضه للمهالك والمتالف والمثالب. وأشار إلى أن الصلاة هي أشرف العبادات البدنية ورأسها، وهي الأداة لاتصال هذا المخلوق الضعيف بمصدر القوة والرحمة والكمال، لا يعرف قيمتها إلا من أقامها وذاق حلاوتها ودنا من رضا مولاه؛ إذ لها لذة وأي لذة، وقد جُعلت قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وكان يقول: أرحنا بها يا بلال، وكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وهي مفزع كل منيب عند الشدائد، فالمكروب إذا صلى ذهب كربه، والمفزوع إذا صلى ذهب فزعه، والبعيد الهارب إذا صلى عاد الهدوء إلى قلبه، فهي من أعظم أسباب الاستقرار النفسي، وأما الذي لا يصلي فهو في شتات وتخبط وضياع، فلا فوز ولا فلاح ولا نجاة ولا ربح ولا توفيق ولا تيسير لمن لا يصلي؛ بل الخزي والدمار والخسار والبوار والعار والشنار، ومن ضيّع الصلاة عاد أثر ذلك على سلوكه وأخلاقه وسيرته قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا}، وقوله تعالى: {وقال الله إني معكم لأن أقمتم الصلاة}؛ فإنها دلت على أن من لا يصلي لا يجد العون والنصر من الله. وذكر "غزاوي" أن كل الآيات والأحاديث والآثار الواردة في شأن الصلاة، فيها دلالة واضحة على أهمية الصلاة في الإسلام، وتحذير من خطورة تركها، وتضييعها، والتهاون في أدائها، ومن تلك النصوص قوله تعالى: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} فدلت على أن الصلاة هي الفارق بين المسلمين وغيرهم، وقوله جل في علاه: {فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون}؛ مبينًا أن الله تعالى قد توعّد الذين يصلون وهم ساهون عن صلاتهم بمعنى أنهم يصلون، ولكنهم يلهون عنها، يؤخرونها عن وقتها، يتشاغلون عنها، فما ظنكم بمن لا يصلي. وأفاد إمام وخطيب المسجد الحرام بأن الصلاة عدة الصابرين وذخيرة المتقين، وعلى المؤمن المحافظة على الصلاة ومراعاة أوقاتها وشروطها وأركانها وواجباتها وسننها، والمداومة على أدائها لا يضيعها أبدًا مهما كانت الأحوال والظروف كما نعت الله المصلين بقوله: {والذين هم على صلواتهم يحافظون} وقوله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}. وأشار إلى أن الله تعالى حث المسلمين على المحافظة على الصلاة بقوله: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين}، وأن الذي لا يصلي لم يقدر الله حق قدره، وهوى في هوة عظيمة لا مخرج له منها إلا بتوبة نصوح، ووقع في واد سحيق من الهلاك تتناهشه الأدواء والنكبات، ويُخشى عليه من سوء الخاتمة؛ إلا أن يتداركه الله بلطفه فيعود إلى جادة الحق.. إن الذي لا يصلي يعيش في الظلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (والصلاة نور) فكيف يجد النور من لا يصلي؛ مشيرًا إلى أن الصلاة من أعظم الأسباب الشرعية لدرء البلاء ورفع البأس ودفع الفتن. وأكد إمام المسجد الحرام أن الصلاة هي حصن المسلم وملجؤه الذي يأوي إليه، والعروة الوثقى التي يعتصم بها، والحبل الممدود بينه وبين ربه الذي يتعلق به، وهي غذاء الروح، وبلسم الجروح، ودواء النفوس، وإغاثة الملهوف، وأمان الخائف، وقوة الضعيف، وسلاح الأعزل، داعيًا المصلين إلى تذكير من لا يصلي ممن حولهم من قرابتهم وجيرانهم وأصحابهم؛ لعلهم يؤوبون ويعودون إلى رشدهم وينيبون إلى ربهم فيسعدون ومن النار ينقذون.