تكلم إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، عن فضل ذكر الله عزوجل، موصيًا المسلمين بتقوى الله عزوجل. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم: لقد ناداكم الله تبارك وتعالى باسم الإيمان أعظم صفة للإنسان، بأن تتوسلوا إليه بصالح الأعمال وتحفظوها من المبطلات فقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون}، والوسيلة جميع الطاعات فعلًا للأوامر وتركًا للنواهي، والوسيلة تعم وسائل الطاعات كلها وتشملها جميعًا. وأضاف أن الباب الجامع للخيرات والمنجى من العقوبات والأشمل لطرق الصالحات، والحصن من الموبقات؛ هو ذكر الله تبارك وتعالى؛ وهو يكمل الفرائض والواجبات ويَجبر النقص في العبادات، ويعظم معه ثواب الحسنات، وتُمحى به السيئات، وكفى بثوابه وفضله وعظيم منزلته شرفًا ونورًا وخيرًا أن فَرَضه الله عز وجل في الصلاة والحج وفي كثير من الطاعات وحث عليه الشرع في جميع الأحوال. وأوضح "الحذيفي" أن هذا هو الذكر في خيراته وبركاته ومنافعه ونوره، وأما ثوابه فعليه من الثواب ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر؛ فمن ثواب الذكر ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال "لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في أول يومه، كانت له عِدل عِتق عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك). وقال: من ثواب الذكر أنه يحفظ صاحبه من الشيطان.. عن الحارث بن الحارث الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الله تعالى أمر يحيى بن زكريا أن يأمر بني إسرائيل بخمس كلمات؛ منها ذكر الله؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج لعدو في أثره مسراعًا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم.. كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى.. وأعظم الثواب الذكر؛ فالفوز بالجنة والنجاة من النار ورضوان الله أكبرُ، ومن ثواب الذكر أن الله تعالى ينجي صاحبه من الكربات والشدائد والمهلكات، قال الله تعالى: {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}، ومن ثوابه أن الله سبحانه يرفع ذكر صاحبه في الدارين قال تعالى {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}. وأكد أن من ثواب ذكر الله أنه يقوّي الروح والبدن، ويعين على العبادات، ويحجز عن المحرمات، وييسر الله به الأرزاق؛ عن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (قال نوح لابنه: وأوصيك بسبحان الله وبحمده؛ فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق وبها يرزق الخلق).