أزد - إيمان عبدالله - رفضت الدائرة الإدارية الخامسة في ديوان المظالم قبول دعوى ضدّ أمانة جدة والمديرية العامة لحرس الحدود، رفعها والد غريقة النورس، التي أزهقت روحها غرقاً في كورنيش جدة صباح الخميس 16 / 7 / 1430ه، بعد أن دفعتها مياه كانت قادمة من أنابيب الصرف الصحي في الموقع ذاته. ووفقاً لخبرٍ أعدّه إبراهيم علوي ونشرته صحيفة "عكاظ" اليوم، تسلّمت المحكمة الإدارية في ديوان المظالم دعوى والد الغريقة فاطمة علي أحمد الصعب، والذي طالب بتعويض مقداره مليون ريال عن الضرر الذي تسبّب في غرق ابنته في شاطئ جدة، نتيجة تشغيل مضخات الصرف الصحي، مؤكداً في دعواه أن ابنته لم تكن تعلم أنها بالقرب من أنابيب الصرف الصحي التي قذفتها إلى داخل البحر، ولم يتم العثور عليها إلا بعد مرور 12 يوماً وقد تحلّل جسدها. وألقى محامي المدعي المسؤولية على أمانة جدة وحرس الحدود، مشيراً إلى أن الأمانة بصفتها الجهة المسؤولة عن وضع تنظيم لأنابيب تصريف المياه ومخالفتها لشروط السلامة الواجب توافرها، فيما حرس الحدود باعتباره لم يتخذ كافة التدابير اللازمة في إعداد وسائل الأمن والسلامة وتوعية المجتمع بخطورة هذا الموقع. لكن ممثل حرس الحدود رد في الجلسات بمذكرة، أكد فيها أن مهام حرس الحدود قد نصت عليه المادة (5) من اللائحة التنفيذية لنظام أمن الحدود ومن ضمنها القيام بعمليات البحث والانقاذ والارشاد وتقديم العون للوسائط البحرية والإطفاء البحري مراقبة كافة من يتواجد بمنطقة الحدود البرية والبحرية للتأكد من مراعاتهم للقواعد والنظم المقررة لذلك، مضيفاً: «وحيث إن حرس الحدود قد قام بمهامه على أكمل وجه وقد وضع لوحة ارشادية في الموقع الذي غرقت به الفتاة تفيد بأن المكان ممنوع السباحة فيه، كما أنه فور تلقي البلاغ باشر الحادثة في غضون دقائق»، كما قرر أنه من خلال التحقيق مع والد الغريقة قد أفاد أنه نزل مع ابنته إلى البحر لغرض السباحة، وهو يعلم بوجود لوحة ارشادية، وتم أخذ إقرار عليه بأنه لا يتهم أحدا بوفاتها ولا يطالب أي جهة بوفاتها. وأفاد ممثل الأمانة أن أنابيب الصرف الصحي لم تقم الأمانة بوضعها، بل إن إدارة الصرف الصحي التابعة لوزارة المياه والكهرباء هي المختصة بذلك، وبالتالي فليس للأمانة صفة في الدعوى، طالبا عدم قبول الدعوى شكلاً. وبعد اطلاع رئيس الدائرة الخامسة في ديوان المظالم على كافة الدفوعات والوقائع، أشار في حكمه إلى أنه ثبت لديه تحقق شرط الصفة في المدعي وفي المديرية العامة لحرس الحدود دون أمانة جدة، إذ أن المدعي أقام دعواه في مواجهتها بسبب تفريطها بوضع مضخات الصرف الصحي في الموقع الذي غرقت به ابنته، وبدراسة أوراق الدعوى وما قدمته كافة الأطراف من دفوعات تبين أن الجهة المسؤولة عن الصرف الصحي هي «إدارة الصرف الصحي التابعة لوزارة المياه والكهرباء»، وأما شعار الأمانة الموضوع على اللوحة الارشادية بالموقع فهو بصفتها مسؤولة عن الطرق وما يوضع عليها من لوحات ارشادية وبالتالي تنتهي الدائرة إلى عدم قبول الدعوى في مواجهة الامانة لانتفاء صفتها. وبينت المحكمة أنه فيما يتعلق بالدعوى ضد المديرية العامة لحرس الحدود، فإنه لما كان من المدعي يبتغي منها التعويض عن حقه المدعي به، والناشئ حين غرقت ابنته والمسؤولية التقصيرية لأمرين الأول: عدم قيامها باتخاذ كافة التدابير اللازمة في إعداد وسائل السلامة والأمن، والثاني تقصيرها في عمليات إنقاذ ابنته حيث مكثت في البحر 12 يوما، فإن النظام لم يفسر عمليات الإرشاد، ولم يحدد أعمالاً محددة للمدعي عليها في سبيل قيامها بالإرشاد، فإن وضع اللوحات هو إجراء كاف من قبل المدعي عليها، إذ لا يمكن بناء أسوار أو حواجز على هذه الأماكن، كما أن الأصل في السباحة أن تتم في الأماكن المخصصة لذلك من قبل حرس الحدود، وأنه إذا فرط إمريء في ذلك فالقاعدة أن المفرط أولى بالخسارة وتفريطه بالسباحة في مكان يمنع السباحة فيه كحال المدعي. وأشارت الدائرة بخصوص عمليات الإنقاذ أنه الثابت لديها أن المدعي عليها قامت بعمليات الإنقاذ اللازمة وتم البحث لمدة 12 يوماً، ولم يقدم المدعي أي بينة أو مستنداً نظامياً على ثبوت المسؤولية التقصيرية لدى المدعي عليها بما يزحزح الدائرة عن أصل البراءة، لذا فإن دعواه تغدو مرسلة ويترتب على عدم توفر ركن الخطأ عدم ثبوت المسؤولية التقصيرية وانتفاؤها مما يجعل الدائرة تنتهي إلى رفض الدعوى في مواجهة حرس الحدود وعدم قبولها في مواجهة أمانة جدة. من جانبه، أكد علي احمد الصعب والد الغريقة «فاطمة»، أنه لن يتنازل عن حق ابنته والتي كانت باره به ومطيعة تنير حياته وأسرتها لتذهب ضحية ما اعتبره خطأ من جهة مقصرة. وقال ل «عكاظ»: «ما دام تم تحديد المسؤولية بإدارة الصرف الصحي التابعة لوزارة المياه والكهرباء، فإنني سأكمل دعواي تجاهها ولن أتوان عن ملاحقة الجهة المقصرة". وكانت الفتاة «فاطمة» قد غرقت على ضفاف كورنيش جدة، وكان حضورها الى الكورنيش مع أسرتها، وذلك بعد ان طلبت من والدها مكافأتها على نجاحها بطلب هدية بسيطة وهي التنزه على الكورنيش، إلا أنها نزلت إلى البحر بعد أن تناولت الافطار، وظلت تسير لمسافة قبل أن تغيب عن الأعين إثر انجرافها من أنبوبة مياه الصرف الصحي في الموقع ذاته.