التفجيرات الدموية بالعراق 14-09-1433 02:42 AM ازد - بغداد - ا ف ب - قتل 325 عراقيا في يوليو الماضي بحسب ما اكدت ارقام رسمية حصلت عليها وكالة فرانس برس الاربعاء، ما يجعله الشهر الاكثر دموية في العراق منذ نحو عامين. ومساء الاربعاء قتل اربعة من عناصر الشرطة العراقية في هجوم مسلح استهدف دوريتهم في التاجي (25 كلم شمال بغداد) وقتل اثنان آخران خلال محاولة اقتحام سجن قريب في وقت متزامن، وفقا لمصادر امنية وطبية. واظهرت حصيلة اعدتها وزارات الدفاع والداخلية والصحة ان 325 عراقيا قتلوا في شهر تموز/يوليو، هم 241 مدنيا و44 عسكريا و40 شرطيا، وهي اعلى حصيلة شهرية منذ مقتل 426 شخصا في اب/اغسطس 2010. واوضحت الحصيلة ايضا ان 697 عراقيا اصيبوا بجروح في هجمات استهدفت مناطق متفرقة من البلاد الشهر الماضي، هم 480 مدنيا و95 عسكريا و122 شرطيا، علما ان 883 شخصا اصيبوا بجروح في اب/اغسطس 2010. كما قتل 55 ارهابيا واعتقل 300 خلال عمليات مداهمة نفذتها قوات الامن خلال تموز/يوليو، وفقا للمصادر الرسمية ذاتها. وتمثل حصيلة الشهر الماضي ارتفاعا كبيرا جدا في عدد ضحايا اعمال العنف عن شهر حزيران/يونيو الذي سبقه حيث قتل 131 شخصا وفقا للارقام الرسمية، علما ان اعلى حصيلة ضحايا شهرية لهذا العام كانت في كانون الثاني/يناير وبلغت 151 قتيلا. وشهد يوم 23 تموز/يوليو، مقتل 113 شخصا واصابة اكثر من 230 اخرين بجروح في هجمات استهدفت 19 مدينة، وكان الاكثر دموية في البلاد منذ مقتل 127 شخصا في يوم واحد في ديسمبر/كانون الاول 2009. ودفع هذا اليوم الدامي الاجهزة الامنية الى تشديد اجراءاتها في بغداد ومناطق اخرى. ومنذ ذلك الحين، تنتشر اعداد اضافية من الشرطة والجيش في احياء مختلفة من العاصمة والمناطق المجاورة لها، فيما تقام نقاط تفتيش جديدة على طرقات رئيسية فيها. الا ان ذلك لم يمنع استمرار اعمال العنف. وقتل 21 شخصا على الاقل بينهم 14 من عناصر الشرطة العراقية واصيب اكثر من 47 بجروح الثلاثاء في انفجار ثلاث سيارات مفخخة يقود انتحاريان اثنتين منها استهدفتا مجمعا امنيا في بغداد. وقد اعتبرت وزارة الداخلية ان "هذه الهجمات اليائسة تأتي في سياق حملة يقوم بها تنظيم القاعدة الارهابي خلال شهر رمضان المبارك لاعادة الزخم المعنوي لعناصره واستمداد غطاء ديني لعملياته الاجرامية". في هذا الوقت، اعلن قائد الفرقة الرابعة في الجيش العراقي اللواء الركن حامد محمد قمر لفرانس برس ان قياديا في تنظيم القاعدة يدعى وسام كريم الشلال قتل الاربعاء في مواجهات مع الجيش في منطقة العظيم بين بغداد وكركوك. واضاف ان هذا القيادي متهم بانه المخطط والمنفذ لهجوم استهدف ثكنة للجيش في 23 تموز/يوليو وقتل فيه 15 جنديا. وكان تنظيم دولة العراق الاسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، دعا الشهر الماضي "شباب المسلمين" للتوجه الى العراق بالتزامن مع "بدء عودة" التنظيم الى مناطق سبق وان غادرها، معلنا عن خطة جديدة لقتل القضاة والمحققين. وقال "امير" التنظيم ابو بكر البغدادي في شريط صوتي مسجل بثه عدد من المواقع التي تعنى باخبار الجهاديين "اتوجه بنداء الى جميع رجال شباب المسلمين في شتى بقاء الارض واستنفرهم للهجرة الينا". واضاف ان دعوته هذه تأتي بهدف "توطيد اركان دولة الاسلام وجهاد الرافضة الصفويين شيعة المجوس". وتابع البغدادي الذي تسلم منصبه بعد مقتل سلفه ابو عمر البغدادي في ابريل/نيسان 2010 ان "معسكرات الدولة وبيوتها مفتوحة لكل مسلم وان بغداد قلب معركة اهل السنة، مع الصفويين فهبوا يا شباب الاسلام، هلموا فان المعركة تحتاج الوقود". وشدد على انه "لمناسبة بدء عودة الدولة للمناطق التي انجازت منها كما ترون، استنفركم واحثكم لبذل المزيد والزج بابنائكم في صفوف المجاهدين دفاعا عن دينكم وطاعة لله". واعلن البغدادي عن "مرحلة جديدة" اطلق عليها اسم "هدم الاسوار" وتستهدف اطلاق سراح سجناء التنظيم. واضاف ان هذه المرحلة تنص على "فكاك اسرى المسلمين في كل مكان، وجعل مطاردة وتصفية جزاريهم من القضاة والمحققين وجلاوزتهم من الحراس في راس قائمة الاهداف". ويشهد العراق منذ اجتياحه على ايدي القوات الاميركية عام 2003 اعمال عنف يومية قتل فيها عشرات الآلاف. ومنذ بداية العام الحالي، قتل 1275 شخصا في العراق، وفقا لارقام وزارات الصحة والداخلية والدفاع.