شهد العراق أمس الاثنين يوما هو الأكثر دموية منذ ما يزيد على عامين، اذ قتل نحو 120 شخصا وأصيب نحو 160 آخرين بجروح في هجمات متفرقة بعد يوم من تحذيرات أطلقها زعيم تنظيم القاعدة في البلاد، ووقع 22 هجوما من تفجيرات انتحارية وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة وأخرى مسلحة في 14 مدينة عراقية، واستهدفت في معظمها مراكز أمنية وعسكرية للشرطة والجيش، وهذه الهجمات هي الأكثر دموية منذ مقتل 110 أشخاص في سلسلة أعمال عنف مماثلة في مايو 2010. ووقع أكبر الهجمات في منطقة التاجي (25 كم شمال بغداد) ، حيث قتل 42 شخصا على الأقل وأصيب أربعون آخرون بجروح في سلسلة تفجيرات بحزام ناسف وعبوات وسيارة مفخخة، حسبما أفاد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية ومصادر طبية رسمية، وقال أبو محمد (40 سنة) وهو يقف على أنقاض منزله المدمر : «عند الساعة الخامسة (02,00 تغ) سمعنا أصوات انفجارات بعيدة فجلست أمام منزلي ووجدت سيارة غريبة، سألت الجيران عنها إلا أن أحدا لم يتعرف عليها». وأضاف «حضر شرطي وقال: إن السيارة مفخخة حتما، عندها طلبنا من سكان المنازل القريبة مغادرتها، إلا ان الانفجار وقع عندما بدأت العائلات تغادر ورأيت امرأة وحفيدتها البالغة من العمر سنتين تقتلان في الهجوم». ودمرت السيارة المفخخة عشرة منازل على الأقل، وشاهد مراسل فرانس برس سكانها وهم يبحثون بين الأنقاض عن حاجياتهم. وفي الضلوعية (90 كم شمال بغداد) قال ضابط برتبة ملازم أول في الجيش : إن «مسلحين هاجموا قاعدة عسكرية عند الساعة 05,00 (02,00 تغ) وقتلوا 15 جنديا وأصابوا أربعة آخرين بجروح وخطفوا جنديا واحدا». وأكد المصدر في وزارة الداخلية مقتل 15 جنديا في الهجوم، قتل 280 شخصا على الأقل وأصيب المئات بجروح جراء أعمال عنف متفرقة وقعت خلال شهر يونيو في عموم العراق، وفقا لحصيلة أعدتها فرانس برس استنادا الى مصادر أمنية وطبية عراقية. في المقابل، اشارت حصيلة وزارات الصحة والداخلية والدفاع الى مقتل 131 شخصا فقط واصابة 269 آخرين خلال الشهر نفسه، ومنذ بداية يوليو الحالي، قتل 211 شخصا في أنحاء العراق، وفقا للمصادر الأمنية والطبية. وقتل 12 شخصا على الأقل وأصيب 22 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في مدينة الصدر شرق بغداد. وقد قتل أيضا شخصان وأصيب 21 بجروح في انفجار سيارة مفخخة في الحسينية شمال العاصمة، بينما قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بعبوة ناسفة في اليرموك غرب بغداد، وفقا لمصادر أمنية وطبية. كما أصيب 11 شخصا بانفجار سيارة مفخخة في الطارمية شمال بغداد، وقتل 11 شخصا وأصيب 40 بجروح في سلسلة هجمات في مدينة بعقوبة (60 كم شمال بغداد) ومناطق محيطة بها، مستهدفة مراكز أمنية ودوريات للشرطة والجيش، حسبما أفادت مصادر عسكرية وأمنية وطبية. وأعلنت الشرطة العراقية في كركوك (240 كم شمال بغداد) عن مقتل سبعة أشخاص بينهم عدد من أفراد الشرطة واصابة 29 بجروح في سلسلة هجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت أربع مناطق متفرقة من المحافظة. وأعلن ضابط برتبة مقدم في الشرطة العراقية ان «امرأة قتلت وأصيب أربعة أشخاص بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة وسط ناحية الدجيل (60 كم شمال بغداد)»، وأكد مصدر طبي رسمي مقتل المرأة. ,ويشهد العراق منذ اجتياحه في العام 2003 أعمال عنف متواصلة تشمل السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة قتل فيها عشرات آلاف الأشخاص. وقتل 280 شخصا على الأقل وأصيب المئات بجروح جراء أعمال عنف متفرقة وقعت خلال شهر يونيو في عموم العراق، وفقا لحصيلة أعدتها فرانس برس استنادا الى مصادر أمنية وطبية عراقية. في المقابل، أشارت حصيلة وزارات الصحة والداخلية والدفاع الى مقتل 131 شخصا فقط واصابة 269 آخرين خلال الشهر نفسه. ومنذ بداية يوليو الحالي، قتل 211 شخصا في أنحاء العراق، وفقا للمصادر الأمنية والطبية. ووقعت هجمات أمس بعد دعوة تنظيم دولة العراق الإسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة «شباب المسلمين» الى التوجه للعراق، معلنا عن «بدء عودة» التنظيم الى مناطق سبق أن غادرها، وعن خطة جديدة لقتل القضاة والمحققين، وقال «أمير» التنظيم أبو بكر البغدادي في شريط صوتي مسجل بثه الأحد عدد من المواقع التي تعنى بأخبار الجهاديين بينها «حنين» و «شبكة الجهاد» انه «يتوجه بنداء الى جميع رجال شباب المسلمين في شتى بقاع الأرض واستنفرهم للهجرة الينا»، ولم تتبن هجمات أمس أي جهة، علما بأن تنظيم القاعدة في العراق عادة يتبنى في وقت لاحق هجمات مماثلة.