دراسة علمية حديثة صدرت عن المركز الاردني للسرطان اليوم أظهرت نتائجها ان التعرض للتدخين بجميع اشكاله يتسبب بثلاثين بالمئة من الاصابة بالسرطان على المستوى العالمي. وبينت الدراسة التي اعدها فريق من الباحثين الاردنيين في القسم الخاص بمكافحة التدخين في المركز ان نسبة المدخنين في الاردن بلغت بين الذكور 50 بالمئة، وبين الاناث 20 بالمئة . واوضحت ان نسب النجاح في الاقلاع عن التدخين لدى 150 مريضا مدخنا ومصابا بالسرطان كانت 24 بالمئة في الشهور الشهور الاولى وانخفضت بعد مرور عام الى 18 بالمئة. وبينت الدراسة ان فشل 30 بالمئة من المدخنين المصابين بالسرطان في الاقلاع عن التدخين يعود الى تعرضهم المستمر لدخان الاشخاص المدخنين في البيئة المحيطة / التدخين السلبي / كالمنازل والمطاعم والاسواق واماكن العمل. وقالت ان سلوك المدخن المدمن على النيكوتين يتشابه مع سلوك المدمنين على المخدارت اذ يحتاج المدمنون ما يعرف بالحد الادنى من الجرعة الكفيلة باعادة الشخص المدمن مرة اخرى الى استهلاك المخدرات والكحول. اما في حالة المدمن على التدخين فان الخطر يكمن في ان المدخن يتعرض لهذه الجرعة بشكل قسري ولا ارادي عن طريق التدخين السلبي ما يحفز لديه الشهوة الى البدء بالتدخين مرة اخرى. واكدت الدراسة ان 60 بالمئة من الاطفال في الاردن معرضون للتدخين السلبي واكثر من ذلك عند البالغين ويعمل هذا التعرض المستمر على تحويل جزء من هؤلاء الاطفال الى مدخنين محترفين. وكشفت ان 21 بالمئة من المرضى المدخين والمصابين بالسرطان فشلوا في الاقلاع عن التدخين بسبب عدم قدرتهم على التعامل مع اعراض الانسحاب الناتجة عن عدم التدخين بينما فشل 8 بالمئة بسبب الاعتقاد الخاطئ بان المصاب بالسرطان فقد فرصته في حياة صحية وسليمة بسبب اصابته بهذا المرض. واكدت ان هذا الاعتقاد خاطئ وخطير على المرضى المصابين بالسرطان وبخاصة الذين يقومون باخذ العلاجات الكيميائية والشعاعية اذ تقل فاعلية هذه العلاجات وتزداد من جهة اخرى مضاعفاتها الجانبية في حال استمرار المريض المصاب بالسرطان بالتدخين كما يعمل التدخين على زيادة حجم الورم السرطاني وانتشاره في الجسم. ودعت الدراسة الى مكافحة التدخين وتفعيل تطبيق القوانين والتشريعات الخاصة بحظر التدخين في الاماكن العامة بما يساعد على الحد من هذه الافة الخطرة بين الاطفال ومساعدة الاشخاص الراغبين للإقلاع عن التدخين بجميع اشكاله .