رأى الخبير العسكري، فيكتور مورتاخوفسكي، أنه نظرا لصغر حجم الجيش القطري أي صفقات شراء الأسلحة من روسيا، لن يكون لها طابع عملي، بل سياسي، لأن هذه الدولة الغنية يمكنها أن تشتري منظومة صواريخ "إس-400" فقط لاعتبارات تحسين العلاقات مع روسيا. وقال موراخوفسكي ل"سبوتنيك": " الجيش القطري حجمه رمزي بشكل بحت، ولكن هذه الدولة بفضل ثروتها، يمكن أن تشتري لها ما يسمى ب "الفيل الأبيض"، على سبيل المثال، سيشترون كتيبة "إس-400" مقابل 500 مليون دولار وهي ستغطي العاصمة السعودية الرياض، عندما سينتهي الشجار بين دول الخليج [حيث نوقشت في مناسبات عدة فكرة إنشاء نظام موحد للدفاع الجوي في دول الخليج العربية". كما ذكر الخبير أن توقيع مثل هذه الوثيقة بين الدوحةوموسكو [مذكرة التفاهم] لا تفترض عقد أي اتفاقات ملموسة في المستقبل المنظور، ولن يؤدي إلى الاحتجاجات من جانب الجيران في المنطقة التي وقعت معها عقود بارزة في الآونة الأخيرة. وقال: " أعتقد أنه حتى الآن لا يدور الحديث عن صادرات محددة من الأسلحة، وهذا لا يثير غضب لدى الجيران في الخليج، وثم ما يروجونه اليوم بمثابة إهانة مميتة، في الواقع، ليس مشكلة غير قابلة للحل". وفي التطرق إلى موضوع جدلية التعاون العسكري والتقني مع قطر، التي أدينت مرارا في تمويل التنظيمات الإرهابية، لفت موراخوفسكي إلى أنه أيا من دول العالم لم تلتزم على مدار وجودها بنهج سياسي ثابت، وموسكو لديها خبرة لبناء علاقات التعاون العسكري التقني مع الدول التي كانت خصومها في السابق". وأوضح قائلا: " التعاون العسكري التقني مع دول مثل قطر هو مسألة لعبة طويلة الأمد، على سبيل المثال، قمنا أيضا بتصدير الأسلحة إلى بلدان أخرى لم يكن لديها في السابق ولاء كبير لموسكو، نفس باكستان التي كانت تدعم المجاهدين [في أفغانستان]، فسياسة الدول تتغير لا يوجد شيء أزلي فيها". وكان مدير مركز تحليل التجارة العالمية للسلاح، إيغور كوروتشينكو، قد اعتبر أيضا، أن قطر قد تكون مهتمة في شراء منظمة الصواريخ "إس-400" لأن شراؤها أصبح في الأونة الأخيرة مسألة هيبة وضمان الأمن لعدد من دول العالم ذات طموحات سياسية وعسكرية. وقال كوروتشينكو: " الدوحة قد تكون مهتمة بشراء منظومات الدفاع الجوي بعيدة المدى إس-400"، فمجرد حيازتها هو بالفعل علامة ما للانتماء إلى ناد من البلدان المختارة عسكريا وهي مرموقة للغاية وهامة من وجهة نظر ضمان قضايا الأمن القومي". كما لفت مجاور الوكالة إلى أن الحوار مع قطر في مجال التعاون العسكري التقني، أصبح ممكنا نظرا لتزايد تأثير موسكو على العمليات السياسية الجارية في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، فضلا عن نجاح القوات المسلحة الروسية في سوريا. وأشار الخبير إلى أن طلبات قطر لشراء معدات عسكرية روسية لن تواجه عقبات وأن هذه الدولة الغنية قادرة على شراء أنظمة أسلحة من أي مستوى كان. واعرب كوروتشينكو عن اعتقاده أن الدوحة قد تبدئ اهتماما في شراء منظومات الدفاع الجوي من طراز " بانتسير — إس 1" والمدرعات الخفيفة و أنظمة مضادة للدبابات والأسلحة الخفيفة وراجمات القنابل. ويذكر أنه ، حتى الآن وقعت روسيا عقودا على تصدير أنظمة "إس-400 تريومف" مع الصين [ في مرحلة التنفيذ ] وتركيا حيث سبق للجانب التركي قد أعلن في وقت سابق أنه يخطط لاستلام الأنظمة حتي عام 2019 فضلا عن إبداء الاهتمام بإضفاء الطابع المحلي للإنتاج. كما وقعت موسكو ونيودلهي مذكرة التقاهم حول شراء "إس-400" خلال قمة ثنائية في غوا في عام 2017، ومن المتوقع أن يتم التوقيع على اتفاقية ملزمة قانونيا بهذا الشأن حتى نهاية هذا العام. وسبق لمساعد الرئيس الروسي، فلاديمر كوجين، أن أعلن في وقت سابق أنه هناك 10 دول في العالم التي ترغب في شراء "إس-400". وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قد وصل اليوم الأربعاء بزيارة رسمية إلى قطر ، حيث وقع على اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين، وتأتي زيارة شويغو على خلفية تفاقم الأزمة بين قطر وجيرانها، حيث أعلنت 4 دول عربية (السعودية- الإمارات- البحرين- مصر)، أعلنت، في الخامس من حزيران/يونيو الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر واتهمت هذه الدول الدوحة بدعم وتمويل الإرهاب.