أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن العلاقات بين مصر والسعودية "استراتيجية وتاريخية ولا تعتريها أي سحابات". وقال في الجزء الثاني من حواره مع رؤساء تحرير الصحف المصرية التي تنشر الحوار الأحد، إن التناول الإعلامي وتداول الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي هو الذي شكل هذه الصورة لكن لا توجد أي سحابة تعتري أجواء العلاقات المصرية السعودية. وأضاف أن شحنة المواد البترولية هي جزء من اتفاق تجاري تم توقيعه أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر في أبريل الماضي، ونحن عقب القرار أبرمنا التعاقدات اللازمة لتلبية احتياجاتنا، ولا نريد للأمور أن تأخذ أكبر من حجمها، فالعلاقة الأخوية والاستراتيجية بين مصر والسعودية لا تتأثر بأي شيء، ويجب عدم السماح بالإساءة لهذه العلاقات أو إثارة حالة من الشقاق في هذه العلاقات، وللإخوة في السعودية منا كل الشكر والتقدير على ما قدموه لمصر خلال الفترة الماضية. وحول الموقف المصري من سوريا ولماذا صوتت مصر مع القرار الفرنسي، ومع القرار الروسي الأسبوع الماضي؟ قال الرئيس المصري إن التصويت مع القرارين ليس موقفاً متناقضاً، فالعنصر المشترك لهما أنهما يدعوان إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وهذا هو ما يهمنا كدولة وكمواطنين مصريين، لذا دعمنا القرارين وصوتنا في صالح كل منهما، وهذا هو الأساس بغض النظر عمن قدم القرار متسائلاً: "لماذا أقف ضد قرار يدعو إلى وقف نزيف الدم السوري وإدخال المساعدات للشعب؟". وأكد السيسي مجدداً أن سياسة مصر مع العالم الخارجي تتسم بالاعتدال والتوازن والانفتاح واستقلال القرار، وكذلك إعطاء الفرصة للآخرين حتى يتعرفوا علينا ونحن نعطي نموذجاً جديداً في علاقاتنا الدولية، فنحن نعتبر الإساءة الإعلامية لأي أحد حتى نحو الدول التي ظلت تسيء إلينا خلال السنوات الثلاث الماضية، أمراً يتنافى مع البناء الراقي للشخصية المصرية الحديثة الذي يقوم على الالتزام والانضباط وحسن الخلق وسعة الصدر ونكران الذات والتجاوز عن الإساءة أحياناً، مضيفاً أن السياسة المصرية لها وجه واحد وهي أننا لا نتدخل في شؤون الآخرين، ولا نتآمر على أحد وعلاقاتنا قوية ومتينة مع دول العالم شرقه وغربه. لكن هناك من يضيق بما تحقق على صعيد علاقات مصر الدولية، ويتمنى لو نجح في عزلها وحصارها عن محيطها، ويريد تخريب علاقاتها مع أوروبا والخليج العربى وأفريقيا وأثيوبيا. في سياق آخر، نفى السيسي الموافقة على إنشاء قاعدة عسكرية روسية في مصر، قائلاً "للأسف بعض وسائل الإعلام المصرية تناقلت الخبر دون أن تسأل وأن تتحقق"، مؤكداً أن الخبر لا أساس له من الصحة ولا قواعد عسكرية لروسيا أو غيرها في مصر.