نبه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، إلى «محاولات لتخريب علاقات مصر» بدول الخليج «من خلال بث الإشاعات بهدف عزلها والضغط عليها». لكنه تعهد إفشال تلك المحاولات، مشدداً على أن «علاقة مصر الاستراتيجية بالخليج وطيدة وراسخة». وقال السيسي خلال ندوة نظمتها القوات المسلحة أمس، إن «لا أحد يقدر على المساس بما يربط مصر بأشقائها في الخليج من علاقات تاريخية وثيقة»، لافتاً إلى أن «مصر تتبنى سياسة مستقلة تهدف إلى تحقيق الأمن القومي العربي من خلال تبني رؤية وطنية... تتسم بالاعتدال والتوازن والانفتاح والتسامح واستقلالية القرار». وأوضح أن التصويت المصري في مجلس الأمن لمصلحة قرارين متنافسين في شأن حلب «كان لمصلحة وقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات للمواطنين الذين يعانون في سورية». وأكد التمسك ب «موقف مصر الثابت إزاء الأزمة السورية الذي يشمل العمل على إيجاد حل سياسي، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، واحترام إرادة الشعب السوري، ونزع أسلحة الجماعات المتطرفة، وإعادة الإعمار... وتصورنا أن أشقاءنا في الخليج ليس لديهم اعتراض على ذلك». ونفى أن يكون وقف شركة «أرامكو» السعودية شحنات النفط الشهرية إلى مصر رداً على ما حدث في مجلس الأمن، مشيراً إلى أن شحنات النفط يحكمها «عقد تجاري وُقِّع في نيسان (أبريل) الماضي... ونحن من جانبنا اتخذنا الإجراءات المناسبة لتوفير حاجاتنا ولا توجد لدينا مشكلة في الوقود». وأكد أن «مصر لن تركع سوى لله وحده، ووحدة صف المصريين وتكاتفهم على قلب رجل واحد سيُمكّنانهم من التغلب على جميع التحديات... من لديه إرادة حرة عليه أن يواجه التحديات ويتحمل الصعاب». وشدد على أن سياسة مصر الخارجية «تعتمد عدم التآمر على أحد أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول»، نافياً في شدة أن تكون بلاده قدمت دعماً للمعارضة الإثيوبية. وأوضح: «خرجت إشاعة تقول إن مصر تدعم معارضة إثيوبية، لكنني أقول لإشقائنا في إثيوبيا ما قلته لهم عندما كنت وزيراً للدفاع وكان موقفي واضحاً تماماً... إننا نتمنى الخير لكم، لكن لا بد من أن نحافظ على خير مصر ومصالحها». وأضاف أن «مصر لا تتآمر على أحد، ولا نضغط على أحد من خلال دعم أي معارضة». وأعرب في ختام كلمته عن «اعتزاز مصر بما يربطها بإثيوبيا من علاقات تعاون وأخوة، وكذلك بعلاقاتها التاريخية بدول الخليج الشقيقة»، مؤكداً أن «مصر تحرص على الحفاظ على الأمن القومي العربي، وتعتبر أمن دول الخليج جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي». وأشار إلى «عدم توجيه مصر أي انتقادات إلى المسؤولين الأشقاء عند التقائهم بمسؤولي الدول التي تتعمد الإساءة إلى مصر»، مشدداً على «احترام مصر استقلالية كل دولة وسيادتها، وعدم إساءتها حتى إلى من يسيء إليها اقتناعاً منها بعدم أخلاقية هذا المسلك».